يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الإثنين في واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، في أول لقاء بينهما منذ تسلمهما مهامهما بينما يثير البرنامج النووي الإيراني والسلام في الشرق الأوسط خلافات بين البلدين المتحالفين. ويشكل هذا اللقاء اختبارا دبلوماسيا حقيقيا لأوباما الذي يسعى إلى التوصل إلى سلام في المنطقة في إطار إستراتيجية شاملة لتسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني بشكل سلمي. ومن المرتقب أن يكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الذي يريد مقاربة "جديدة" للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، خلال لقاء البيت الأبيض عن سياسته المنتظرة منذ فترة طويلة المتعلقة بالسلام الإقليمي. لكن آمال أوباما تبدو متناقضة مع مواقف نيتانياهو الذي واجه انتقادات شديدة من عدة دول بسبب رفضه المستمر لقبول حل إقامة دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل والذي يشكل أساس جهود السلام في الشرق الأوسط منذ حوالي عقدين. وفيما يأمل اوباما في إحراز تقدم على المسار الفلسطيني ، قال عوزي أراد مستشار الأمن القومي لدى نيتانياهو للصحفيين إن المسألة الإيرانية ستتصدر محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي. وقال أراد : "قد تكون هناك بعض الخلافات في المقاربة ، لكننا واثقون من أن البراجماتية والرغبة في إحراز تقدم ستُسير المحادثات". وأقر اوباما في مارس بأن ائتلاف نيتانياهو اليميني لم يجعل عملية صنع السلام "أسهل" , فيما وجهت إدارته عدة رسائل شديدة اللهجة لإسرائيل. ويتوقع أن يثير نيتانياهو إستياء الأمريكيين والفلسطينيين عبر تأكيده لأوباما ان إسرائيل ستواصل أعمال البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربيةالمحتلة وهو ما يشكل عقبة رئيسية في عملية السلام المتعثرة. لكن المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين عمدوا إلى التقليل من شأن أي تكهنات تتعلق بحصول خلاف بين أوباما ونيتانياهو في القمة. ورغم الاختلاف في المواقف ، يأمل نيتانياهو في إقناع أوباما بمقاربته الجديدة للسلام التي ستحل عمليا محل المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية التي اطلقت في أنابوليس قرب واشنطن عام 2007. وقد دعا نيتانياهو هذا الشهر إلى مقاربة جديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تقوم على أساس إجراء مناقشات والتعاون على الصعيد الأمني والتنمية الاقتصادية الفلسطينية. ويدعو إلى تحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية قبل التفاوض على اتفاق سلام كامل , معتبرا أن الفلسطينيين غير مستعدين للاستقلال وأن أي تنازل إسرائيلي سيقوي صفوف مجموعات مثل حماس. وعبر نيتانياهو أيضا عن رغبته في تجديد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسابيع المقبلة. وقال مسئول إسرائيلي كبير : "إذا قدمنا خطة جديدة فإن الأمريكيين لن يرفضونها إذا شعروا بأنها يمكن أن تساعد سياستهم". لكن الفلسطينيين اعتبروا أن اقتراح نيتانياهو مبهم وشدددوا على أن أي محادثات سلام يجب أن تسُتأنف من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات مع سلفه إيهود أولمرت. وأشارت معلومات إلى أن واشنطن تحضر خطة سلام جديدة استنادا إلى المبادرة العربية التي أطُلقت بمبادرة من السعودية , وقد يكشف عنها خلال خطاب أوباما الموجه إلى العالم الإسلامي في مصر في الرابع من يونيو. ونتانياهو - 59 عاما - الذي تولى رئاسة الحكومة بين 1996 و 1999 يعطي الأولوية الآن لوقف "التهديد الوجودي" الذي تشكله طموحات إيران النووية ولا يرى فرصة كبيرة لإحراز تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين. لكن لهجة إدارة أوباما الجديدة أثارت مخاوف في إسرائيل من أن واشنطن قد تضحي بمصالح حليفها في إطار محاولتها لإصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي التي تراجعت خلال حكم جورج بوش. كما أثارت بادرة أوباما بتخفيف اللهجة الحادة تجاه إيران التي كانت تعتمدها إدارة بوش ، قلقا في إسرائيل. وتقول إسرائيل أن أي مفاوضات يجب أن تكون محددة زمنيا ومترافقة بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية من المجموعة الدولية. وقال أوباما في مقابلة مع مجلة نيوزويك يوم الأحد إنه رغم أنه لم يستبعد أي خيار بعد بخصوص إيران ويتفهم القلق الإسرائيلي , لكن على الدولة العبرية أن تعطي سياسة واشنطن فرصة.