من جديد تعود سينما مصاصى الدماء عبر مهرجان «كان» لتقدم من خلالها الصراع بين الخير والشر عبر نماذج غريبة من البشر. ويبدو أن هوليوود لم تعد وحدها المتخصصة فى أفلام مصاصى الدماء، حيث باتت تواجه منافسة من جانب بعض الذين جددوا فى تناول الفكرة وقرروا غزو المهرجانات العالمية بها. فيلم «العطش» الذى عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان يدور حول قس محبوب يعيش فى قرية صغيرة ويخدم فى أحد المستشفيات، يقرر فجأة السفر إلى أفريقيا للحصول على لقاح لمعالجة مرض خطير يسبب الوفاة، وأثناء الاختبارات يصاب بالعدوى ويتوفى ويحاول البعض نقل دم له فى محاولة لإنقاذه وبالفعل يعود للحياة، ولكن بعد أن تحول إلى مصاص دماء. ويعود القس إلى بلدته التى تعتقد أن المرض لم يستطع أن ينتصر عليه وأن الرب قد استجاب إلى دعواتهم بشفائه، ويقع فى حب امرأة متزوجة ويطلعها على سره فتطلب منه قتل زوجها. وأثار الفيلم، وهو إنتاج أمريكى كورى مشترك، العديد من التساؤلات بعد عرضه فى المهرجان لا سيما وأن الشخص الذى يتحول إلى مصاص دماء هذه المرة هو قس، فضلا عن أنه يقع فى الخطيئة فيبدأ الفيلم بالخير وينتهى بالشر عكس كل الأفلام المتعارف عليها. وهو ما فتح أبواب التوقعات بإثارة غضب الفاتيكان. وتعرض مخرج الفيلم الكورى بارك شان وورك لهجوم حاد خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب عرضه، واتهم بالإساءة إلى رجال الدين على نحو غير مسبوق، غير أنه دافع عن نفسه، وقال: «لم أهدف إلى الإساءة للدين أو رجال الدين بأى شكل، ولكننى أردت تقديم شخصية القس الذى يقوم بأنقى وأكثر وظيفة إنسانية يمكن أن يضطلع بها شخص فى مجتمعنا وهو يتعرض لموقف يجعله مقسوم نصفين بين الخير والشر». وأضاف أن المشاهد يرى المفارقة الكبيرة فى قيام القس بجمع التبرعات ومساعدة الناس، وفى الوقت نفسه يحتاج لشرب الدماء ليعيش.. وأردت أن أقدم الصراع فى شكل جديد.. فمنذ أن بدأت أعمل فى مشروع الفيلم منذ عشر سنوات، وأنا أحرص على تجنب كل قصص مصاصى الدماء التى اعتاد الجمهور مشاهدتها وحصلت على ما أريد وقدمت مصاص دماء واقعيا وربما بطريقة عملية. وردا على سؤال حول عدم خشيته من غضب رجال الدين والفاتيكان، قال: أتمنى أن يلفت فيلمى نظر الفاتيكان مثلما حدث مع النجم توم هانكس فى فيلمه «ملائكة وشياطين».. سأشعر بالامتنان والسعادة لذلك ولكن ليس لإثارة غضبهم وإنما لإعجابهم بالفيلم.