من يملك حق اختيار المذيعين الجدد؟... سؤال يحيط بمشروع تجديد الوجوه فى البرنامج الأهم فى التليفزيون المصرى، وذلك بعد تمسك د. سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بقرار رحيل كل الوافدين من الخارج والاعتماد على كوادر التليفزيون، وأمام الثورة التى أعلنها العشرات من مذيعى القنوات الأولى والثانية والفضائية والنيل الدولية والنيل الإخبارية وقطاع الأخبار، قام رئيس الاتحاد بتشكيل لجنة فنية لاختبار المذيعين الراغبين فى الانضمام لفريق «مصر النهارده»، ورغم تقدم ما يقرب من 100 مذيع ومذيعة ومن بينهم أسماء كبيرة فى التليفزيون، امتنع آخرون ورفضوا فكرة المثول أمام اللجنة، وبين هذا وذاك حاولنا إيجاد إجابة للسؤال الحائر. ترى المذيعة داليا ناصر أن اختيار فريق عمل لأى برنامج فى التليفزيون بصرف النظر عن حجمه وأهميته لا يحتاج لتشكيل لجنة، وذلك لأن قدرات الناس معروفة لدى الجميع، والمذيع ليس بحاجة لتقديم سيرة ذاتية ليعرف قدراته، ومثل هذه اللجان ربما تكون مناسبة مع من يظهر لأول مرة على الشاشة ولكن الأمر يختلف بالنسبة لمذيعة ظهرت فى العديد من البرامج المهمة مثل صباح الخير يا مصر أو البيت بيتك. وعلقت بقولها: «فكرة المثول أمام لجنة لتختبرنى من أول وجديد حاجة مااقبلهاش، ومن يريد ترشيحى لبرنامج مهم فالشرائط موجودة فى التليفزيون ويقدر يشاهدها ويقرر إن كانت مناسبة للبرنامج أم لا». وتساءلت داليا إذا كانت زميلتاها مريم أمين وريهام إبراهيم قد اجتازتا اختبارات أمام لجنة قبل ظهورهما فى مصر النهارده أم أن الاختبارات لناس وناس لأ؟. فيما رفضت فكرة تشكيل لجان لامتصاص غضب المذيعين المحتجين بينما الأسماء التى تم اختيارها لتقديم البرنامج قد تمت بالفعل، وأن ضم الناس سيكون بمثابة ذر الرماد فى العيون. ورفضت المذيعة مفيدة شيحا فكرة أن تكون بديلا لمن رحل من البرنامج، مؤكدة أنه كان الأولى بالتليفزيون أن يبدأ برنامجا جديدا من إنتاجه، يقوم على سواعد أبنائه، ليواكب المتغيرات التى شهدها المجتمع المصرى بعد ثورة 25 يناير بفكر جديد. وقالت مفيدة: «أرفض ركوب الميكروباص وسط هذا الزحام، والصراع على مقعد أمام الكاميرا فى برنامج يتصارع عليه الجميع فى ماسبيرو، وانتظر أن تتاح لى الفرصة لتقديم برنامج يخصنى ويرتبط اسمه باسمى». وأضافت: «قدمت العديد من البرامج الناجحة التى صنعت اسمى وتاريخى كمذيعة، وأرى أن ما قدمته على الشاشة يؤهلنى لتحمل مسئولية برنامج لا الظهور فى دويتوهات لإجراء حوار مع ضيف، ومن هنا أقول مش عايزه «مصر النهارده»، وهذا ليس تكبرا ولا تقليلا من شأن البرنامج». واختارت المذيعة عواطف أبوالسعود الابتعاد عن تلك المنافسة المشتعلة على أحد مقاعد «مصر النهارده» وقالت إنها فضلت التركيز على برنامجها «بالألوان الطبيعة» الذى تشعر بمسئولية تجاهه وتحاول أن تضعه تحت الأضواء بشكل جيد فى ظل مناخ الحرية الذى بدأ العاملون فى ماسبيرو تنفس عبيره بعد الثورة، وقالت إن ما يهمها أن تقدم برنامجا جيدا يحظى بقبول المشاهد، وأن تناقش من خلاله قضايا مهمة مع ضيوف لهم وزنهم وخبراتهم وتجاربهم الخاصة، وهو دور لا يقل عما يقدمه برامج التوك شو من وجهة نظرها. وأوضحت أنها لم تكن لترفض المشاركة فى برنامج «مصر النهارده» لو طلب منها هذا ولكنها تستبعد فكرة أن تتقدم بطلب للعمل فى البرنامج، بينما أكدت أنه يحق لكل مذيعة أو مذيع من يرى فى نفسه الرغبة والقدرة على تقديم التوك شو أن يتقدم، ولكن طبيعتها الخاصة تجعلها تفكر بشكل مختلف، وترفض الدخول فى هذا السباق المشتعل وتفضل انتظار فرصة أخرى لخوض تجربة التوك شو التى سبق وأن خاضتها فى صباح الخير يا مصر ومساء الخير. نفس الشىء أكدته المذيعة جيهان فوزى التى ترى أن برنامجها «كلام جرىء» على شاشة الفضائية يحقق لها ما تريده كمذيعة إلى جانب عملها كقارئة نشرة فى القناة الأولى. وعلى الجانب الآخر أكدت المذيعة أميرة عبدالعظيم أنها لا ترى أى حرج فى التقدم مع العشرات من زميلاتها فى التليفزيون للعمل فى البرنامج الأكبر على الشاشة المصرية، وقالت إنها تقدمت وهى تعرف أنها لن تنال موافقة اللجنة، ولكنها شعرت فى فكرة التقدم مع المجموع نوع من أنواع الديمقراطية التى حلت بعد ثورة 25 يناير، وهى حالة قريبة لما حدث فى التصويت للاستفتاء على التعديلات الدستورية. وأوضحت أميرة أن علاقاتها كانت مقطوعة بالتليفزيون لمدة 4 أعوام، وأنها عادت مؤخرا واعتبرت أن تقدمها لطلب المشاركة فى تقديم مصر النهارده بمثابة مصالحة مع التليفزيون وإنهاء لفترة القطيعة، مشيرة إلى تلقيها عروضا من قنوات كبيرة لتقديم برامج توك شو، وهو ما يعنى أن هناك من يراها مذيعة قادرة على تقديم هذه النوعية من البرامج.