لم يكد يمضى وزير الزراعة الجديد أيمن فريد أبوحديد أيامه الأولى فى ديوان الوزارة، وسط اشتعال احتجاجات العاملين والباحثين، حتى خطا نحو مبنى الصوب بشارع نادى الصيد، المعروف بشارع وزارة الزراعة، للقاء «أستاذه» يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق.. اللقاء دام لأكثر من ساعتين، بعدها أصدر أبوحديد قرارات بتغيير قيادات وزارة الزراعة بالكامل. اللقاء الذى تم بينهما صار أشبه «بالعرف الوظيفى» فى هذا القطاع الحيوى، بعد أن جمع والى وأمين أباظة، الوزير السابق، نفس اللقاء بالضبط فور تولى الأخير الوزارة، لكن أباظة لم يدل بأى تصريحات عن هذا اللقاء. إلا أن أبوحديد فى المؤتمر الصحفى الوحيد الذى عقده علق على ما نشرته إحدى الصحف بشأن الاجتماع المشترك، وقال إن يوسف والى «أستاذنا جميعا وفوق رءوسنا» وأن وجوده فى مبنى الصوب يضيف لنا، ومن حقه أن يأتى إلى الوزارة كمواطن عادى فى أى وقت يشاء. أبوحديد بدا غاضبا وهو يعلق على علاقته بيوسف والى، واستمرار الأخير فى الوزارة بصيغة لا يعلم أحد مدى قانونيتها، أو فاعليتها الحقيقية داخل الوزارة. لكن المؤكد أن عددا كبيرا من تلاميذ وسكرتارية يوسف والى يعملون الآن فى مناصب قيادية داخل الوزارة. حسب مصادر رسمية فهشام فاضل، رئيس الإدارة المركزية للملكية والتصرف بهيئة التعمير، وهى أهم الإدارات المسئولة عن الأراضى الصحراوية القابلة للزراعة، كان يعمل ضمن فريق سكرتارية يوسف والى، وقال فى اجتماع عقده مؤخرا بموظفيه بهيئة التعمير إن يوسف والى «أستاذه». أما رئيسه إبراهيم العجمى فلا تربطه علاقة من أى نوع مع والى، إلا أن شهود عيان أكدوا أن والى والعجمى اجتمعا فى مبنى الصوب ورفض العجمى الإفصاح عن سبب اللقاء. المعينون حديثا فى وظائف قيادية ممن تربطهم علاقة بوالى عددهم كبير ويدعو للتساؤل، من بين هؤلاء طه محمد طه الذى انتدبه أبوحديد مديرا لإدارة شئون مكتب الوزير، بعد أن كان يعمل مديرا لمكتب يوسف والى، ونائبا لرئيس الحزب الوطنى للشئون الداخلية السابق، ثم أبقى على حسين غنيمة، القيادى البارز فى الوزارة رغم أنه يعمل رئيسا للإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، باعتبار أنه «له دور فى فض الاعتصامات وامتصاص حماس الفلاحين الزائد». يوسف والى يحضر يومين فقط للوزارة فى الأسبوع، وخلال هذين اليومين يحظى أبوحديد بلقاءات عديدة معه، حتى قال مصدر رسمى إن «أبوحديد كان يمارس مهام الوزارة من مكتب الصوب أثناء الاحتجاجات وصعوبة دخوله الوزارة فى ظل اقتحام المتحجين للمبنى». وهذا ما جعل عددا كبيرا من الباحثين والقيادات رفضوا نشر اسمائهم التأكيد على أن «وزارة الزراعة تدار من داخل مكتب يوسف والى». ومن بينهم باحث بمركز البحوث الزراعية رفض نشر اسمه أكد أن مركز البحوث الزراعية أثناء تولى أبوحديد رئاسته شهد الكثير من صور التطبيع مع إسرائيل، حيث شارك باحثون إسرائيليون فى ورش عمل بالمركز، كما صدرت قرارات شبه سرية من أبوحديد بسفر باحثين إلى إسرائيل، مضيفا أن مسألة التطبيع كانت أشبه بالأمر الواقع فى الفترة الماضية. خاصة أن فترة يوسف والى شهدت كل أشكال التطبيع بشكل صارخ، بما فى ذلك استيراد المبيدات من إسرائيل، كما شهدت استيراد شتلات الفواكه والخضروات والتقاوى ومستلزمات الإنتاج الزراعى.