الحرية على طريقة الجلابية

لم تكتب جماهير الزمالك نهاية مبكرة لمشوار فريقها في بطولة أفريقيا فقط في تلك الليلة المشئومة ..بل قتلت الكرة المصرية ومثلت بجثة الأخلاق الرياضية وسمعة مصر كلها.
لقد شهد إستاد القاهرة جريمة بشعة ..أكدت أن هناك انفلات تام في المجتمع المصري وأن معنى الحرية الحقيقية التي كانت تهدف أليها الثورة قد وصل بطريقة خاطئة تماما إلي الملايين وأن البلطجة تسجل كل يوم انتصارات كبيرة في طريق تدمير مصر في كافة المناحي .
لقد قالها بالأمس قيس اليعقوبي المدير الفني للفريق التونسي حينما سُأل عن رأيه في الإحداث فقال هذه كارثة إن كان الشباب المصري يفهم أن هذه هي الحرية فأنها ستكون كارثة علينا في كل الدول العربية .
لقد كانت البشاعة التي استخدمها الآلاف من الجماهير المنسوبة للزمالك تأكيد على أن الدوري لن يعود وأن أرواح الناس المشاركة في هذا النشاط الرياضي المفروض فيه الرقي والسمو يمكن أن يكون سلخانة تضييع فيها أرواح أبرياء .
إن كانت مباراة دولية بين الزمالك والأفريقي في ظل الأجواء الثورية والعلاقات الودية بين الشعبين اللذين جمعت بينهما مشاعر راقية فما بالنا بمباريات أطرافها بينهم قمة الحساسية .
إن أردنا علاج هذه المصيبة فأن البداية تكون بتشخيص الداء ..وتحديد المسئولية ..وستجد الحل السهل على ألسنة البعض بأنه وراء هذه المجزرة
فلول الحزب الوطني وبقايا أمن الدولة وإنها الثورة المضادة ..وهذه هي الفزاعة التي يستخدمها بعض من يريدون أن يصرفونا عن المرض الحقيقي ..وهو أن عدد كبير من الشعب المصري غير مهيأ لفهم الديمقراطية واستخدامها الاستخدام السليم فيقضون على كل شيء جميل في حياتنا ويفرضون منطق الفوضى فالرجل الذي تصدر المشهد أبو جلابية هل يمكن أن يعي حجم الضرر الذي لحق بسمعة مصر سياسيا واقتصاديا وسياحيا إن كان أحد من حضراتكم متأكد من هذا الرمز لكارثة الأمس يستطيع تقدير ما فعله سيعرف أين تقع المشكلة .
إن الدعوة التي انطلقت بضرورة إلغاء الدوري وإيقاف النشاط الكروي والتي يغذيها حالة الرعب التي ظهرت في كلمات رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف تعتبر إعلان حكومي بالاستسلام للبلطجة ودليل ضعف أمام الفوضى التي ستقضي على الكثير من أوجه الحياة فإن كانت الحكومة قد استسلمت للفوضى فقل على الثورة بل وعلى مصر السلام