وصف الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الشعر بقلب الثورة النابض، وأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالربيع والثورة والتاريخ، وذلك في ندوة عقدتها لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان "احتفالية ربيع الشعراء" بمقر المجلس. أدار الندوة الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والدكتور حماسة عبد اللطيف، رئيس لجنة الرئيس، وشارك فيها الشعراء أحمد عبد المعطي حجازي، مقرر لجنة الشعر، ومحمد محمد الشهاوي، ومحمد منصور، وأشرف البولاقي، وحسن شهاب الدين، وحميدة عبد الله حميدة، وعبد المنعم كامل، والسماح عبد الله، كما تحدث فيها الناقدان شريف رزق ويسري عبد الله. أشار الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي في بداية الندوة إلى أن الشعر مرتبط ارتباطا وثيقا بالربيع والثورة والتاريخ، قائلا: إن الشعر حلاوة الربيع، وهو قلب الثورة النابض، لذا نحن نحتفل اليوم بربيع الشعر، وشعر الربيع، وربيع العمر، ألا وهو الثورة". وأضاف حجازي: "إن الربيع يمكن أن يستمر طويلا إذا حافظنا عليه، وإذا توافرت الحرية الحقيقية لأي شعب علا وازدهر، ولا يمكن أن يبدع الإنسان دون الحرية، فالشعر هو التعبير الأسمى عن تلك الحرية"، مؤكدا أن الإنسان بحاجة للشعر، للخروج من تفاصيل الحياة اليومية الرتيبة. وقال: "إن تدهور الشعر والإحساس باللغة، ظهر جليا في كل مناحي الحياة، خصوصا في الصحف والجرائد قبيل الثورة، ولكن مع انطلاق الثورة، ازدهرت مواهب، وظهرت أسماء لم يسمع بها قبل، وظهرت اللافتات والشعارات، فالمصريون الآن كلهم شعراء.. كلهم الآن أحرار". ازدهار الشعر، وازدهار العقل ووافقه الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف، في تلك المقولة، مؤكدا أن "ازدهار الشعر لا يكون للعبيد لأنهم مقموعون، فازدهار الشعر يؤدي إلى ازدهار اللغة التي تؤدي إلى أناس يفهمون الشعر واللغة، ما يستلزم أيضا ازدهار العقل وزيادة الوعي". وأضاف محمد إبراهيم أبو سنة: "مثلما تزهر الأشجار في الربيع، فقد أزهرت مصر كلها ثورة، فجرت طوفانا من الغناء والشعر والحرية، أظهرت وجودا حقيقيا للإنسان، لأن الوجود الذي لا يرتبط بالحرية هو وجود أقرب إلى العدم". قصائد وشعراء وألقى الشعراء الحاضرون ببعض قصائدهم، مثل قصيدة "من أوراق جميل بثينة" لمحمد محمد الشهاوي، ومقطع "طابع الغريب" من ديوان "السَفَرُ في الأَسْوَد" للشاعر محمد منصور، وقصيدة "الماء والحرث والنار" للشاعر أشرف البولاقي، وقصيدة "دَرَجُ إبراهيم" للشاعر السماح عبدالله، و"طائرة ورقية" لحسن شهاب الدين، وقصائد للشاعر عبد المنعم كامل وحميدة عبد الله حميدة. أمسية نقدية وعلق الناقدان شريف رزق ويسري عبد الله، معقبين على القصائد، قائلين: إن الصراعات توجد فقط بين الشعراء، ولكن لا يوجد صراعات بين جوهر الشعر، مؤكدين أن "الشعر هو ابن التنوع والاختلاف، وليس ابن الأحادية الفردية، فيوجد النزعة الرومانتيكية في (طائرة ورقية) لشهاب الدين، ومحاولات الخروج عن الشكل المألوف للقصيدة الشعرية إلى شكل متفرد في الحوارات الداخلية الجدلية التي تسمو للفلسفة الكونية في (طابع الغريب) لمنصور، والنزعات الصوفية في (الماء والحرث والنار) للبولاقي، فهي في النهاية محاولات لاستنباط صيغ شعرية جديدة قام بمعظمها الشعراء الشباب". مضيفين: "أننا الآن أمام إحساس بالاغتراب الشامل، الذي تنفصل فيه الذات الشاعرة عن الذات الإنسانية، فتضفي نزعة حكيمة مغايرة لحكمة الأولين، فهي تبدو طازجة، مكسوة برائحة التاريخ". قصيدة جديدة ل"حجازي" واختتم الإلقاء الشعري بقصيدة جديدة للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بعنوان "سارق النار.. طه حسين"، أهدى لموقع الشروق جزءا منها، يقول فيها: الظلام أيها الليلُ! يا زمن الظلماتِ وأرض المخافاتِ يا سيدًا في الهزيمةِ، يا ملكًا في البوار! أنت لست شقيق النهار! أنت سجانُه المتجبّرُ، خانق أنجمهِ في طفولتها ورسول الدمار فيك لا سكنٌ نرتجيه، ولا حُلُمٌ بغدٍ لا سماء نحلّق فيها، ولا شجرٌ نستظلّ به. أنت هاوية من عماءٍ وفوضى بغير قرار! النور أيها النور! يا أيها النور! يا مهجة الكونِ! يا شوقة الأزليَّ ليخرج من سجنِهِ ويلملم فوضاهُ يأخذ ما يتطاير في حضنِهِ ويرى نفسه في مراياه ألوانه ورؤاه ويكشف عن حسنِهِ فاتحًا في الغياهب أبوابَهَا ناسجًا للكواكب جلبابها تتجسد في زهرة أيها النور! أو تتجرد في فكرةٍ أو ترفرف رفرفة الطير في شرفات الأثير تمجد ذاتك في ملكوتك أو تتحرر في الحلم من دورة الوقت أو تتوهج في يقظات الضمير!"