كما صححت ثورة يناير الكثير من أخطاء وسلبيات وجرائم الماضي، وكما استفاد كثير من المصريين الشرفاء وسعدوا بنجاح هذه الثورة. كانت أيضا سببا مباشرة أيضا في عودة سطوع نجم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة في حرب أكتوبر. وكانت البداية بتشييع جنازة رمزية للفريق الشاذلي في مناطق مختلفة من ربوع مصر بناء على دعوة انتشرت على الموقع الالكتروني الفيس بوك، استجاب لها العديد من الأشخاص على الموقع الالكتروني الشهير، ثم إنشاء عدة صفحات باسم الفريق الراحل تتحدث عن إنجازاته العسكرية ومرورا بإنشاء صفحة على الفيس بوك تطالب بإطلاق اسم الفريق الشاذلي على محطة مترو مبارك. وحتى قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعادة نجمة سيناء، أرفع الأوسمة العسكرية المصرية، إلى أسرة الفريق بعد تجريده منها منذ أكثر من 19 عاما. وكان الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر قد حصل على نجمة سيناء والعديد من الأوسمة والنياشين الأخرى، بسبب دوره الهام والمؤثر في انتصار أكتوبر المجيد. وبناء على خلاف بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات تم تسريحه من القوات المسلحة وتعيينه سفيرا لمصر في إنجلترا ثم البرتغال. وأثناء محادثات كامب ديفيد زاد الخلاف بينه وبين الرئيس السادات مما دفعه للذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي. وفي منفاه الاختياري قام الشاذلي بكتابة مذكراته يتهم فيها السادات باتخاذ قرارات عسكرية خاطئة أثناء الحرب أدت إلى حدوث ما اشتهر بالثغرة وقدم بلاغا للنائب العام بذلك، مما دفع السادات لمحاكمته بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم على الفريق الشاذلي غيابيا بالسجن ثلاث سنوات وتجريده من كافة حقوقه السياسية ووضع أملاكه تحت الحراسة. وفي عهد الرئيس السابق مبارك عاد الشاذلي إلى مصر عام 1992 وتم القبض عليه وسجنه دون إعادة محاكمة، وجهت للفريق للشاذلي تهمتان الأولى هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف "الشاذلي" بارتكابها. أما التهمة الثانية فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية. وأثناء تواجده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائي صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور. وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه. رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور رسمي . وتوفي بطل ومهندس حرب أكتوبر المجيدة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 ه الموافق في 10 فبراير 2011 م، بالمركز الطبى العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 88 عاماً قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة 2011 في مصر والتي اطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بعد صلاة الجمعة. وصادف أن كانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية.