شهدت لجان دائرتي الدقي والعجوزة إقبالا كبيرا من المواطنين منذ الصباح الباكر بشكل وصفه مندوبي اللجان بأنه "يحدث لأول مرة منذ ثلاثين عاما"، وتنوعت الفئات العمرية المشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية بين كبار السن والشباب وأطفال حرصوا التواجد مع ذويهم، لمشاهدة ما أطلق عليه بعض الشباب -الذين ارتدوا أفخر ثيابهم- "عرس الديمقراطية". ورصدت "الشروق" في مدرستي هدى شعراوي وميت عقبة الابتدائية، وجود بعض الاستمارات غير المختومة من الخلف، كما رصدت تواجد بعض المواطنين المتطوعين داخل بعض اللجان لتيسير أعمال اللجان، وقالوا "للشروق" إنهم حصلوا علي إذن بذلك من مأمور قسم العجوزة، وتم رصد وجود رجال مباحث يرتدون زيا مدنيا وسط أفراد من أمن الداخلية والجيش، ولم تحدث أي أعمال شغب أو بلطجة، وظهرت اللجان بشكل حضاري في طوابير واحدة للرجال وأخرى للنساء. وفي جولة "للشروق" داخل مدرسة الدقي الإعدادية النموذجية بنين بشارع إيران، ومدرسة أبوبكر الصديق، ومدرسة المدينة الجامعية الإبتدائية، قال الدكتور طارق سيد أستاذ بجامعة القاهرة إنه قام بالتصويت، مشيرا إلى أنه لأول مرة يشارك في الاستفتاء، وقال: "عندي أمل لتحول ديمقراطي حقيقي". وقالت أم محمد إنها "سمعت كلام الشيخ وصوتت مثله"، وقالت نيرمين عرفة ووالدتها نادية المازني قالت إنها صوتت، لأنها تثق في رأي المستشارين وكبار الصحفيين الذين أقنعوهم برأيهم. وردا على عدم ختم بعض الاستمارات داخل مدرستي هدي شعراوي وميت عقبة، أكد المستشار عبدالعاطي آل فهد، أن هذا نتج عن خطأ غير مقصود من مديرية الأمن بسبب ختم "استمارة وبداخلها خمس استمارات أخرى"، مشيرا إلى أنها أمور شكلية، نظرا لأن كل الاستمارات سواء كانت مختومة برقم من الخلف أم لم تكن مختومة سيتم فرزها في النهاية. وقال أحد المتطوعين بتسيير أعمال اللجان إن المستشارين عندما اكتشفوا هذا الخطأ قاموا بسرعة الاتصال بالجهات المختصة وإعادة ختم كافة الاستمارات، ولاحظت "الشروق" بميدان الدقي وبعيدا عن أماكن اللجان، قيام بعض الشباب بتوزيع منشورات تقول "لا للتعديلات الدستورية" تحت عنوان "صوتك هيفرق في مستقبل بلدك"، وذكر المنشور أن قول لا سيسمح بدستور جديد وليس دستورا قديما أسقطته الثورة، وأن هذا لن يؤثر على الاستقرار لأنه سيبدأ بداية جديدة على أساس صحيح، كما سيسمح بالقوى الأخرى من شباب 25 يناير وغيرهم بإنشاء أحزاب جديدة.