احتشد آلاف المصريين بميدان التحرير، الجمعة، في مظاهرة ضمت مسلمين ومسيحيين تلبية لدعوة "جمعة الوحدة الوطنية"، تحت شعار: "لا للفتنة الطائفية". وردد المتظاهرين هتافات: "كلنا إيد واحدة"، و"الشعب يريد وحدة وطنية"، و"يا محمد قول لحنا، مصر بكره هتبقى جنة"، و"الشعب بيقولوها علنية لا للفتنة الطائفية"، و"مصر بلدنا وطنية"، و"مسلم مسيحي إيد واحدة"، و"عاش الهلال مع الصليب". واتهم المتظاهرون بقايا رجال الحزب الوطني وأمن الدولة، بالتسبب في هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول بمدينة أطفيح، وهتفوا "أمن الدولة هي الفتنة، الحزب الوطني هوالفتنة". وأعلن إمام مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، عن دعمه وكافة المصريين لحكومة عصام الشرف، رئيس الوزراء، مشيدا بدورها خلال الأيام القليلة الماضية عن إعلان حملة "كنائسهم كنائسنا.. بيوتهم بيوتنا"، مطالبا بأن يتم بناء كنيسة الشهيدين بمال المسلمين فقط، وليس من مال الحكومة، ليشهد التاريخ على أن الفئة القليلة هي التي تهدم والفئة الكبيرة هي التي تبني. ودعا شاهين الحكومة لإشهار رقم حساب بأحد البنوك المصرية لصالح بناء الكنيسة، مضيفاً: "هناك أفراد وجماعات ومنظمات لا تريد أن تفرح مصر بإنجازاتها، أوأن نكون في صدارة المشهد، وعلينا جميعا أن نكون يدا واحدة لمحاربتها". وجدد شاهين، مطالب الثورة، ودعا القوات المسلحة بتنفيذ ما تبقى من المطالب وفي مقدمتها، إقالة جميع المحافظين، وحل أمن الدولة والمجالس المحلية والحزب الوطني، مع إعادة مقراته لشعب مصر. ووصف شاهين المحافظين والمجالس المحلية بأنهم "من فلول النظام السابق الذين تم على أيديهم كافة أشكال الفساد وتزوير الانتخابات"، داعيا المصريين بالتوقف عما وصفه بالمطالب الفئوية والاعتصامات الفردية من أجل نهضة مصر وتسيير عجلة الإنتاج. وشدد شاهين على ضرورة قيام النائب العام بالتحقيق الفوري مع كل رموز الحزب الوطني الذين شاركوا في تزوير الانتخابات، مرحبا بنزول الشرطة للشارع من جديد، وطالبهم بأن يكون هدفهم الدفاع عن إخوانهم المصريين، وألا يدفعوا بمصري إلى السجن بمجرد أنه عبر عن رأيه. ودعا شاهين الرئيس الليبي، معمر القذافي، إلى التنحي حقنا لدماء شعبه، داعيا الله بالانتقام من هذا الطاغية وأن يرينا فيه عجائب قدرته، بحسب تعبيره. وصعد اللواء حسن الرويني، قائد المنطقة المركزية وعضوالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى المنصة الرئيسية بميدان التحرير، حاملا صليبا ومصحفا في يد واحدة، وقال: "أبناء مصر العظماء إن مصر ستظل مصر بهلالها وصليبها"، محذراً من التدخلات الخارجية. ونقل الرويني تحيات المجلس العسكري للمتظاهرين، وتحية المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس، وأكد للمتظاهرين أن مطالبهم جميعا سيتم تحقيقها طالما أنها في إطار الشرعية، كما طمأنهم على أمن البلاد وأن الشرطة بدأت تتواجد في الشارع المصري. وأقسم الرويني أنه لا توجد مشاكل دينية أوطائفية في أطفيح أو مصر كلها، وأن المشكلة في الأساس كانت بين ولد وبنت لا أكثر، وردد مع المتظاهرين النشيد الوطني، وهتف المتظاهرون: "احنا فهمنا اللعب خلاص، الوحدة هي الأساس". فيما رفع بعض النشطاء السياسيين لافتات تعبر عن رفضهم لتعديلات الدستورية، وطالبوا المصريين برفضها.