أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب بشدة الاعتداءات التي طالت الصحفيين العرب في عدد من البلدان العربية التي شهدت انتفاضات وثورات شعبية، ومنع التغطية المباشرة للأحداث واعتقال الصحفيين وتوقيفهم وإهانة كرامتهم وإتلاف معدات عملهم ومصادرة المواد الإعلامية وممارسة صور أخرى عديدة من الاعتداءات عليهم وصلت إلى حد القتل. كما أدان الاتحاد تصرفات الحكومات التي لجأت إلى قطع خدمات الاتصال والإنترنت والنقل الحي المباشر والتشويش على القنوات التي تنقل الأحداث، معتبرا ذلك تعديا على حق المواطن العربي في الحصول على المعلومات من مختلف مصادرها، كما يشكل اعتداءً آثما على أداء الصحفيين لمهامهم. جاء ذلك في بيان صحفي صدر عقب الاجتماع الطارئ الذي عقده الاتحاد العام للصحفيين العرب، برئاسة إبراهيم نافع رئيس الاتحاد، اليوم الاثنين، لمناقشة المستجدات التي تجرى في بعض البلاد العربية، عقب الانتفاضات والثورات الشعبية والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون العرب في البلدان التي تشهد هذه الأحداث. وأكد الاتحاد في البيان أن الديمقراطية والتغيير أصبحا ضرورة ملحة تطالب بها الشعوب كافة التي تنشد ديمقراطية مكتملة وحكما رشيدا وتداولا سلميا للسلطة عبر صناديق الاقتراع في إطار انتخابات حرة ونزيهة، بما يضمن حق الشعوب العربية كافة في حماية حقوقها واحترام حقوق الإنسان وإعلاء كرامته ووقف استنزاف مواردها من خلال ضخ ثرواتها للفاسدين، وإقامة حكم مدني يقوم على سيادة القانون. وحذر الاتحاد العام للصحفيين العرب من استمرار هذا النهج وخطورته، لأن التاريخ سوف يكون لهؤلاء بالمرصاد، ووجه التحية لصمود الصحفيين العرب الذين تصدوا للهجمة الشرسة التي مورست ضدهم وأصروا على ممارسة أعمالهم في ظل هذه الظروف القاسية . وطالب الاتحاد كافة الحكومات العربية بالإلغاء الفوري لجميع مظاهر التضييق على حرية الصحافة والتعبير سواء القانونية أو السياسية، وإلغاء العمل بالعقوبات السالبة للحرية، خاصة عقوبة الحبس في قضايا النشر، وتغيير البنية القانونية لقوانين النشر في العالم العربي التي تقوم على القمع والمصادرة والإملاء والإقصاء. ودعا جميع النقابات والجمعيات والاتحادات التي تمثل الصحفيين في كل الأقطار العربية وعموم الصحفيين إلى أهمية التمسك بالمسؤولية الأخلاقية والالتزام بالمعايير المهنية ومواثيق الشرف الصحفي والتشديد على صدق المعلومات ودقة الأخبار وحياديتها. كما طلب من كل النقابات تكثيف جهودها لقيادة نضال الصحفيين من أجل حماية حقوقهم في بلدانهم للدفاع عنها، ودعاها إلى المساهمة الفاعلة إلى جانب مكونات المجتمع المدني لصياغة مبادرات تكرس حرية الصحافة، وإصدار قوانين جديدة تنظم حق الصحفيين في الحصول على المعلومات. ودعا الاتحاد جميع المؤسسات الصحفية العاملة في مجال المهنة إلى إعادة تنظيم الأوضاع داخلها على أسس مهنية عادلة، تحمي الكفاءات، وتحقق تكافؤ الفرص بين الجميع، وتضبط توازن الدخول، بما يحقق الانسجام الداخلي لكل مؤسسات النشر، لضمان إعلام حر وديمقراطي ومتعدد كحق للجميع. وأوصي بإنشاء هيئة للدفاع عن الصحفيين العرب في كافة البلدان العربية تحمي حقوقهم وتلاحق الذين انتهكوها، كما تلتزم هذه الهيئة بمساعدة أسر الصحفيين الشهداء والمعتقلين والمصابين، وتتعهد بالتصدي للذين شاركوا في العدوان على الصحفيين وحقوقهم المدنية وفضح ممارساتهم. وأكد الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيانه أهمية التزام النقابات والجمعيات والاتحادات بالقواعد الديمقراطية في أي تغيير منشود، احتراما للنظام العام والقانون. كما أكد أهمية إنشاء هيئة للدفاع عن الصحفيين العرب في جميع البلدان العربية تحمى حقوقهم، وتلاحق الذين يعتدون عليهم أفرادا ومؤسسات ملاحقة جنائية ومدنية، قصاصا لحقوق الصحفيين التي انتهكوها، وتلتزم هذه الهيئة بمساعدة أسر الصحفيين الشهداء والمعتقلين والمصابين، وتتعهد بالتصدي لكل الذين شاركوا في العدوان على الصحفيين وحقوقهم المدنية وفضح أعمالهم. وقرر الاتحاد في اجتماعه الطارئ بتوصية الأمانة العامة للاتحاد بإرسال لجان تقصي حقائق، تبحث حالات العدوان على الصحفيين في ليبيا واليمن وكل مواقع وأماكن الانتفاضات الشعبية في الدول العربية.