بعد عقود من «بث الرعب» فى نفوس الملايين، جاء الدور على رجال أمن الدولة، والذين حاصرهم مئات الآلاف داخل مقارهم فى شمال مصر وجنوبها، محاولين منعهم من « تدمير الوثائق الدالة على جرائمهم». المظاهرات التى انطلقت صوب مقار أمن الدولة فى القاهرة والمحافظات، جاءت فى أعقاب تواتر أنباء عن «تجميد الجهاز لحين إعادة هيكلته»، وقوبلت فى عدد غير قليل من المحافظات ب«عنف شرطى، استخدمت خلاله أجهزة الأمن البلطجية المدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات» بحسب عدد من المصابين، وهو ما تزامن مع «إضرام النار فى عدد غير قليل من مكاتب الجهاز». وشهدت محافظة الإسكندرية، مساء أمس الأول، وخلال الساعات الأولى من صباح أمس، سقوط مقر امن الدولة فى منطقة الرمل فى أيدى المتظاهرين، بعد حصار دام نحو 7 ساعات ،أصيب خلالها عدد من المتظاهرين، فضلا عن إصابة عدد كبير من الضباط الذين «سحلهم» المتظاهرون. وأسرع المتظاهرون بالمئات إلى داخل مبنى الجهاز «أملا فى إنقاذ المستندات والوثائق»، والتى عثروا على كميات كبيرة منها «تم التخلص منها بالفرم»، وفقا لشهود عيان ولقطات فيديو صورها عدد من المتظاهرين من داخل المبنى. بدأ حصار المبنى فى الساعة التاسعة مساء، وسيطر المتظاهرون على الموقف بعد أن استسلم لهم جنود الأمن المركزى المحيطة بالجهاز، تاركين أسلحتهم لقوات الجيش بعد أن خلعوا ملابسهم الرسمية. وقابل ضباط الشرطة عرض المتظاهرين ب«الخروج الآمن» بإطلاق النار بصورة عشوائية، ليقتحم المتظاهرون المبنى ويسيطرون عليه. وفى القاهرة شارع جابر بن حيان، حيث مقر أمن الدولة بالجيزة، تصاعدا فى حجم التظاهرات المستمرة منذ 3 أيام، والتى قابلها ضباط المقر ب«إطلاق بلطجية للاعتداء على المتظاهرين» بحسب شهود عيان. وتجمع الآلاف أمام «أمن الدولة» بمحافظة أكتوبر بسبب انبعاث دخان كثيف من داخل حديقة الجهاز ، «يكشف محاولة لحرق عدد من المستندات المهمة من داخل الجهاز» بحسب علاء محمد حسن محاسب فى شركة خاصة كان ضمن المتجمعين حول المبنى. فيما قال مصدر أمنى إن «حريقا شب فى بعض الأوراق المهملة بالجهاز وتم إخمادها بمعرفة إدارة الحماية المدنية». وأكد شهود عيان بمدينة الزقازيق أن «ضباطا فى أمن الدولة أحرقوا مستندات ووثائق، مساء أمس الأول « وهو ما كشف عنه تسجيل فيديو حصلت «الشروق» على نسخة منه. وفى دمياط أصيب ناشطون فى حركة 6 أبريل هاجمهم عدد من «البلطجية المدفوعين من الأمن» بحسب المصابين محمد أبو سمرة وحمادة الدغيدى، واللذين أكدا ل«الشروق» أن المواطنين شكلوا دروعا بشرية حول مقر الجهاز لمنع الضباط من تهريب بعض الصناديق من المبنى فى تمام الساعة الثانية من صباح أمس. وعززت أجهزة الأمن فى محافظة أسيوط من وجودها أمام مقار الجهاز، حيث احتشد أكثر من 150 مجندا وأمين شرطة، مدججين بالرشاشات والبنادق الآلية، أمام المقر الرئيسى للجهاز، فى الوقت نفسه عقد اللواء نادر جلال مفتش فرع أمن الدولة بأسيوط اجتماعا عاجلا مع ضباط الفرع وحثهم على عدم التدخل فى أحداث الشارع. وشهدت محافظة القليوبية انتشارا مكثفا لأفراد وقوات الجيش والشرطة العسكرية بالقرب من مقار الشرطة والميادين الكبرى، كما فرض حصارا أمنيا على مقر أمن الدولة ببنها تحسبا لوقوع أى مصادمات، وذلك فى الوقت الذى بدا فيه المقر خاويا دون حراسة خارجية، الأمر الذى تكرر فى مقر أمن الدولة بشبرا الذى يعد من المقار الرئيسية على مستوى الجمهورية. إلى ذلك جدد ائتلاف شباب الثورة مطالبه بحل جهاز أمن الدولة بالكامل، مؤكدا، فى بيان أصدره أمس، أن «تجميد الجهاز أو إعادة هيكلته مطلبا غير وارد على الإطلاق». وهدد نشطاء الائتلاف باتخاذ «إجراءات تصعيديه» يرونها مناسبة خلال ساعات للرد على ما وصفوه ب«المجازر التى ارتكبها ضباط الجهاز». شارك في التغطية: ممدوح حسن صفاء عصام الدين ريهام سعود حاتم الجهمى حلمى ياسين محمد فؤاد وعصام عامر ودعاء جابر