يقترب فريق الترجى التونسى من لقب بطل دورى أبطال العرب، بعد تغلبه على مضيفه الوداد البيضاوى المغربى بهدف للا شىء فى مباراة الذهاب، التى وصفت بأنها من أفضل مباريات البطولة فى هذا الموسم.. وقد مضى يوم الجمعة الأخيرة فى تونس هادئا بلا مشكلات، وفاز الترجى لأنه لم يتعرض لدعاء مضاد بالهزيمة من أحد أئمة المساجد التونسية! فوز الترجى على الوداد البيضاوى يأتى بعد هزيمته قبل أيام 2/3 من الإفريقى غريمه التقليدى فى تونس، وهى الهزيمة التى أثارت ضجة هائلة ليس للخسارة فى حد ذاتها، وإنما بسبب تورط إمام جامع عمر بن الخطاب فى مدينة منزل بورقيبة بمحافظة بنزرت فى الدعاء خلال خطبة الجمعة قبل الماضية على فريق الترجى، وتمنى هزيمته. وكنا نشرنا بالصفحة الأولى من الجريدة يوم الجمعة الماضى خبر دعاء الإمام «المنجى المزى» على الترجى وهو الخبر الذى تابعته جريدة «الشرق الأوسط» التى تصدر فى لندن فى عددها الصادر أمس الأحد.. وقد تسبب دعاء الإمام على الترجى فى قيام الدنيا على رأسه ولم تقعد حتى اليوم، حتى بعد تدخل وزارة الأوقاف التونسية، التى استدعت الإمام وأمرته بعدم إثارة الرأى العام فى المستقبل بالدعاء على الترجى أو الدعاء على أى فريق! المنجى المزى إمام مسجد عمر بن الخطاب فى بنزرت، لا علاقة له بالترجى ولا بالأفريقى، وهو ليس من المشجعين لكرة القدم، ولكنه قال إنه دعا فعلا على الفريق، لأن مشجعيه لا يحترمون أداب الجنازة ويسيرون فى مواكب تشييع الموتى وهم يرتدون زى الفريق وألوانه، وهم يتركون الجنازة، وآدابها ويتحدثون فى أخبار الفريق وانتصاراته! بالطبع ليس من اللائق أن يتدخل إمام جامع فى الصراع بين فريقين بالدعاء على أحدهما لمصلحة الآخر. والنكتة أن فريق الترجى خسر بالفعل مباراته أمام الأفريقى.. فيبدو أن الإمام المنجى المزى رجل بركة! الواقعة فريدة فى حد ذاتها، ولكم أن تتخيلوا ما يحدث لو أن إماما مصريا دعا فى صلاة الجمعة على الأهلى أو على الزمالك قبل مباراة قمة بين الفريقين.. فقال مثلا: «اللهم خذ بيد الأهلى ضد الزمالك وحقق له نصرا كبيرا».. أو قال مثلا: «اللهم انصر الزمالك على الأهلى وارفع رأس جمهوره» تخيلوا ماذا يحدث؟.. يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف؟!