أكد محللون وسياسيون أن "رياح التغيير" التي هبت على مصر ستكون لها نتائج إيجابية على القضية الفلسطينية، منوهين عن أن ملفي الحصار والمصالحة من أكثر الملفات التي سيطرأ عليها التغيير. جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز أبحاث المستقبل بعنوان "انعكاسات التغيير المصري على الوضع الداخلي الفلسطيني" بغزة. وأكد خالد البطش، القيادي في الجهاد الإسلامي، أن النظام المصري الجديد لن يخرج عن دائرة الجمهور الديمقراطي، وقال: "شكل النظام لن يتغير، ولكن سيأخذ بالاعتبار التغيرات الديمقراطية مع التداول السريع للسلطة". وأضاف: "انهيار نظام مبارك ونظام أركان دولته التي كانت مؤيدة وداعمة للرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس، سيؤدي إلى إضعاف سلطة عباس فياض بالضفة، وبالتالي فقدانه لدعم كبير بهذا الوضع". وتابع: "الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك ضربة وجهت ل"كامب ديفيد" والتي حاول المجلس العسكري العالي للقوات المصرية آلا يظهره من خلال تصريحه بالتزامه بالاتفاقية". وفيما يتعلق بملف المصالحة وتأثره بالتغيير أكد القيادي في حركة الجهاد، أن التغيير في ملف المصالحة سيكون بدرجة كبيرة وسيشهد حراكا ايجابيا، خصوصا بعد أن انزاح فريق مصري كبير من طريقه، لافتا إلى أن التغيير في مصر سيكون في صالح غزة على كافة النواحي الاقتصادية والسياسية. وأشار البطش، إلى أن حركتي "فتح وحماس" هما عنوان الانقسام، والمطلوب منهم تهيئة الأجواء والحديث عن التوافق الوطني، وإنهاء الانقسام وبناء مرجعية وطنية، وقال: "فتح ستقبل بنقاط كثيرة رفضتها في الماضي لذلك نتمنى الإسراع لإنهاء الانقسام والورقة المصرية". من جانبه بين طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنه من المبكر جدا إعطاء تقديرات لسياسات خارجية في النظام الجديد، معتبرا أنه ستكون هناك تقديرات على الصعيد الداخلي. وبين، أن التغير في الأداء في المرحلة القادمة سيكون أكثر إيجابية، وعلى الجانب الفلسطيني أن يلتقط هذه التغيرات في هذه الفترة لصالحه، داعيا إلى ضرورة إنهاء الانقسام وترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية. ولفت أبو ظريفة، إلى أن ملف الحصار هو أكثر الملفات التي سيطرأ عليها التغيير في الفترة القادمة، مشيرا إلى أن التقاربات السياسية لفتح مع النظام المصري تقاربات ستتأثر بسبب حالة الإرباك التي أصابت السلطة بعد الإطاحة بالرئيس مبارك. وأوضح أنه في ظل الرياح الساخنة التي هبت على كثير من البلدان لن يكون تأثير المصالحة بالمدى القريب نتيجة الانشغال بترتيب الأوضاع الداخلية في مصر، وإنهاء حالة الانقسام في فلسطين. في ذات السياق، أكد خالد أبو هلال، الأمين العام لحركة أحرار فلسطين، أن ما حدث في مصر هو بداية التغيير وليس التغير، لافتا إلى أن رأس النظام هو ما سقط فقط، وقال: "ما حدث في مصر هو بداية التغيير وانهيار لرأس الهرم المصري، وأتمنى أن تصل إلى منتهى التغيير المصري". وأوضح، أن هناك مراكز قوى جديدة أبرزها حركة الإخوان المسلمين التي يشهد لها في مصر، إلى جانب وجود أحزاب تتشكل ولها فاعلية في الشارع المصري، والتي سيكون لها دور في التغيير. ولفت، إلى أن ما كان يطيل أمد الانقسام هو مراهنة فريق فلسطيني على انكسار الفريق الآخر نتيجة دعم مصر وعداء مبارك له، وأضاف: "القضية الفلسطينية والتغير في مصر له تأثير إيجابي على كل الأحوال لإيصال الأطراف الفلسطينية للمصالحة". من جانبه؛ أوضح المحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ، أن الثورة في مصر ثورة كبرى تريد أن تحدث تغييرات كبرى، مشيرا إلى أن القرارات ستأتي بعد ذلك من حكومة برلمانية منتخبة من قبل هذا الشعب. ولفت، إلى أن فتح عليها إعادة ترتيب رموزها والتخلص من الرؤوس الفاسدة لكي تكون حركة إدارية في سبيل الدور المطلوب وإعادة الهيبة والقيمة للميثاق الوطني الفلسطيني، وتابع: "عيب علينا ألا نبدأ بإعادة ترتيب بيتنا الداخلي بعد تسونامي التغيير الذي حدث.