الدكتور على نورى زاده مستشار الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى رئيس المركز العربى الإيرانى للدراسات فى لندن، من أبرز الداعين لتطوير العلاقات العربية الإيرانية. منذ أيام شارك فى ندوة عقدت بالقاهرة للنظر فى سبل تحسين العلاقات العربية الإيرانية، حيث طالب العالم العربى بالانفتاح على إيران المدنية، كما الرسمية. وفى حديث أدلى به ل«الشروق» على هامش مشاركته فى الندوة. التى نظمها مركز الدراسات المستقبلية، قال زاده إن ما يربط العرب وإيران من ذكريات ومصالح يكفى بل يزيد لحث الجانبين عل تحسين العلاقات بغض النظر عن الاختلافات السياسية. ويقول زاده إنه لا ينسى كون والده «درس فى جامعة عين شمس» فى وقت كانت فيه العلاقات العربية الإيرانية والإيرانية المصرية على وجه خاص جيدة. ويضيف أنه ما زال يذكر هذه الأيام. بل إنه يذكر الأيام التى كنا نجلس فيها إلى جانب جهاز الراديو نستمع إلى أحمد سعيد أحد أبرز مذيعى صوت العرب فى النصف الثانى من القرن الماضى، وهو يتحدث عن (العالم العربى) من المحيط الأطلسى إلى الخليج الفارسى. ويأسى زاده للخلافات التى نشبت بين العرب وإيران، فأصبح الجدل الآن يدور حول ما إذا كان الخليج اسمه الخليج العربى أم الخليج الفارسى. ويقول زاده الذى يفخر بأنه «ترجم إلى الفارسية قصائد أبرز الشعراء العرب المعاصرين مثل صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى. أن ما يجمع العرب والإيرانيين أكثر بكثير مما يفرقهم، فهو شأنه شأن أى مواطن عربى فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى كان حريصا على أن يستمع «ليلة الخميس من نهاية كل شهر إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم»، كما أنه بكى فى شبابه على حد قوله يوم هزمت إسرائيل الجيوش العربية فى يونيو 1967 وغلبه الآسى مع ملايين من العرب يوم أعلن عبدالناصر قرار التنحى فى نفس الشهر. زاده يقول إنه عاش كغيره من الإيرانيين تفاصيل الثورة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلى، ويضيف: «أنا أعتز أن أبوعمار أهدانى مفتاحا لمدينة القدس، وأعتز أنه أهدى إلى أولادى صورته وحين جاء إلى طهران (فى السبعينيات من القرن الماضى) كنت أول من استقبله أنا وصديقى الراحل قطب زاده، الذى أعدمه الإمام الخمينى» فيما بعد. ويعترف زاده إن العلاقات الإيرانية العربية لم تكن دوما، وبالرغم من كثير من نقاط التلاقى، أيسر العلاقات من حيث الإدارة. فالعلاقات العربية الإيرانية على حد قوله «علاقات غريبة يمتزج فيها الحب والكراهية». ويضيف: لو سألت أى إيرانى ما رأيك بشأن العرب فسيقول: ديننا دين واحد فلماذ يحاول العرب تغيير خليجنا الفارسى؟، وحين تتحدث مع المثقفين الإيرانيين تكتشف أنهم عاتبون على العرب. النظام الإيرانى عنده 3 قنوات فضائية تليفزيونية باللغة العربية إلى جانب تمويله لقناة حزب الله «المنار» وبعض القنوات فى العراق «الفرات» و«الحياة» وغيرها، ولدى إيران 20 إذاعة تبث برامج باللغة العربية «وعندنا أكثر من 10 صحف ناطقة باللغة العربية و20 وكالة أنباء تقدم صفحات باللغة العربية». يقول زاده إن الخطاب الذى يصل الشارع الإيرانى عن العرب يضع ملامحه حسين شريعة مدارى مدير صحيفة كيهان، الذى يكره العرب ويدعو آية الله خامنئى إلى تصدير الثورة. ويأسف زاده لأن الإذاعات العربية لا تهتم بالبث باللغة الإيرانية فى حين أن إسرائيل لديها العديد من البرامج، التى تبث بالفارسية. وتتناول العديد من الموضوعات بما فى ذلك القضايا العربية «كما أن هناك الآن قناة فارسية من صوت أمريكا تبث 8 ساعات فى اليوم باللغة الفارسية، إلى جانب هيئة الإذاعة البريطانية التى تبث 8 ساعات فى اليوم باللغة الفارسية. ويقول زاده بأسف: «ولكن العرب تجاهلوا تماما الشعب الإيرانى». ويأخذ زاده على المجتمع المدنى العربى أنه لا يتواصل مع المجتمع المدنى الإيرانى، ويقول «إن الود كان مع النظام (الإيرانى فى أوقات سابقة) والكراهية مع النظام (بعد الثورة الإسلامية) كأنة لا يوجد هناك شعب يضم 70 مليون إيرانى 70% منهم تحت سن الثلاثين، وهؤلاء عندهم مجتمع مدنى، أكثر من 700 ألف مدونة على الإنترنت، ومنفتحون على كل العالم فأين العرب من هؤلاء؟». ويرى زاده أن هناك حاجة لفتح آفاق أمام حوار عربى إيرانى، لكنه يصر على ضرورة ألا «يقتصر هذا الحوار على النظام» الرسمى لأن مثل هذا الحوار «لن يؤدى إلى نتيجة» فيما يتعلق بإعادة بناء العلاقات العربية الإيرانية. ويقول: المطلوب إلى جانب أى حوار رسمى أن يكون هناك تواصل بين الشعوب، وبين المثقفين المصريين من لديهم اهتمام بإيران، فلنجلس ونتحاور ولتنتفق فيما بيننا»، وعند ذلك ستتحرك الأنظمة نحو دفع العلاقات العربية الإيرانية. ويعترف زاده بأن العلاقات بين القاهرةوطهران «متوترة جدا». ويقول: «أنا أتعاطف مع القاهرة كونها تشعر بأن هناك هجمة إيرانية» خاصة فيما يتعلق بالنقد، الذى وجهه حزب الله إزاء تعامل مصر مع ملف الأزمة الأخيرة فى غزة. ويضيف: «لقد أخطأت القيادة الإيرانية وحزب الله لأنه لا يمكن ابتزاز الرأى العام والنيل من مصر».