حذر تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، من أن وكالات الأممالمتحدة قد تضطر إلى تعليق عمليات توزيع طحين القمح إلى أكثر من مليون مستفيد في قطاع غزة، لأن المخزون يوشك على النفاد، وذلك إذا لم يسمح بدخول إرسالية قمح استثنائية عاجلة. وأوضح تقرير وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، اليوم الأحد، أن مخزون القمح المتوفر في غزة من 17 يناير لن يغطي حاجة السكان، سوى لفترة ما تقرب من 4 أيام ونصف اليوم بعد انخفاض المخزون الذي كان يكفي لمدة 9 أيام خلال الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن هذا الانخفاض قد طرأ بعد إغلاق السلطات الإسرائيلية، في الفترة من 12 إلى 18 يناير، الحزام الناقل في معبر كارنى، وهى المنشأة الوحيدة المستخدمة لنقل حبوب القمح إلى غزة، وذلك خلال اليوم الوحيد المخصص لهذا الغرض، وفتحه جزئيا في يوم آخر مخصص لنقل القمح، وعزى سبب الإغلاق في كلا المرتين إلى دواع أمنية إسرائيلية. وتفيد وزارة الاقتصاد الوطني في غزة أن ما يزيد على 25 ألف طن من القمح تأجل دخولها، وتنتظر موافقة إسرائيلية لدخول القطاع، علما بأن مخزون القمح نفد كليا من 4 من مطاحن في غزة، بالإضافة إلى ذلك أن القطاع يعاني من نقص في علف الماشية، بسبب عدم كفاية القدرة التشغيلية للحزام الناقل في معبر كارني. وأشار التقرير إلى أنه تم السماح بما مجموعه 840 حمولة شاحنة من البضائع في الفترة من 9 إلى 15 يناير الجاري، وهو ما يعد انخفاضا بمعدل 11%، بالمقارنة بالمعدل الأسبوعي البالغ 941 من حمولات الشاحنات، التي سمح لها بالدخول منذ إعلان إسرائيل عن تخفيف الحصار في يونيو الماضي. وأشار التقرير إلى أن هذا الرقم لا يمثل سوى 30% من المعدل الأسبوعي للواردات المسجل قبل فرض الحصار عام 2007، وقد بلغ نصيب المواد الغذائية من مجمل الواردات 44%، مقارنة ب20% من مجمل الواردات قبيل الحصار. وذكر تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، أنه نظرا إلى الخلاف المتواصل ما بين وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله ونظيرتها في قطاع غزة، ارتفع حجم المستلزمات الطبية التي نفد مخزونها بصورة ملموسة، وبالرغم من ذلك، لا يزال مستوى النقص الحالي محل خلاف، مؤكدا أن نقص المستلزمات الطبية أثار مخاوف إزاء قدرة المستشفيات داخل قطاع غزة على مواصلة تقديم بعض الخدمات الطبية. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن غزة حصلت على آخر شحنة منتظمة من مستودع الأدوية المركزي في رام الله في أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى ذلك وصلت خلال هذا الأسبوع إلى غزة شحنة صغيرة طارئة من المحاليل المستخدمة في عمليات غسيل الكلى، ولم يتم بعد تقييم الآثار الإضافية الآخرى المترتبة على هذا النقص. وقال التقرير، "إن السلطات الإسرائيلية هدمت في الفترة من 12 إلى 18 يناير الجاري 13 مبنى يمتلكها الفلسطينيون في مجمع دكيكة البدوي، بمحافظة الخليل الواقعة في المنطقة (ج)، بحجة عدم حصولها على تراخيص للبناء"، مشيرا إلى أنه نتج عن ذلك تهجير 50 شخصا من بينهم 30 طفلا، إضافة إلى أن الحصص التعليمية للأطفال المتضررين أصبحت تدرس في العراء.