التغيير فى القوانين هو ما يثير مخاوف الشركات، بينما لا يمثل العنف السياسى أو الثورات المدنية والاضطرابات قلقا حقيقيا بالنسبة للمستثمرين، كما يقول بيتر بالنجر، مدير إدارة تنمية الأعمال فى منظمة أوبيك (OPIC)، أحد الأذرع الاقتصادية والاستثمارية للخارجية الأمريكية، فى حديثه ل «الشروق». فالمستثمرون يريدون أن يعرفوا قواعد اللعبة، لأن هذا هو «مؤشر الاستقرار» بالنسبة لهم، على حد قول بالنجر، مستبعدا أن يكون للاحتجاجات الشعبية أو أحداث العنف مثل تفجيرات الإسكندرية أثر عليهم. أما إذا كان العنف يستهدف المنشآت الأمريكية بشكل خاص فهذا يعتبر تهديدا، لكن عموما عندما تستثمر الشركات على المدى الطويل يمكنها أن تتولى الإجراءات الأمنية التى تحمى بها عملها. واعتبر مدير تنمية الأعمال فى المنظمة أن مصر ينظر لها منذ وقت طويل باعتبارها دولة ذات مناخ استثمار آخذ فى التحسن، مع الاستقرار فى السوق. وتقوم الوكالة الحكومية بدعم المستثمرين الأمريكيين وشركائهم فى مشاريع مشتركة فى دول مثل مصر والمكسيك والأردن وتركيا والهند وإندونيسيا والعراق ولبنان بحسب بالنجر من خلال «تقديم خدمات التمويل والتأمين، وتأسيس من صناديق الاستثمار المباشر مثل الصناديق العالمية للتكنولوجيا والابتكار التى يوجد مكاتب لاثنين منها فى مصر». ويقول بالنجر إن إدارة أوباما أوضحت أنها تريد أن ترى فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط استثمارات فى شركات الابتكار والتكنولوجيا، كما أوضحت مؤخرا خلال مؤتمر المناخ فى كانكون أنها تريد أن تدعم المشاريع منخفضة انبعاثات الكربون وهو ما تشجع المنظمة المستثمرين على الدخول فيه. ولتشجيع المستثمرين على الدخول فى بعض الدول التى قد يخشون منها تقدم أوبيك أداة «التأمين ضد المخاطر السياسية» فإذا وجدت شركة مصرية شريكا أمريكبا محتملا لكنه لا يعرف شيئا عن مصر، فإن ما نفعله هو أن نقول له ركز على تنفيذ مشروعك مع شريكك المصرى، ولا تقلق من المخاطر السياسية سواء كانت حقيقية أو متصورة، فعقد التأمين هذا لحمايته من المخاطر السياسية، بما يسمح له بالاستثمار والتركيز فقط على المخاطر التجارية.