رغم الزيادة فى إيرادات شركة العرفة للاستثمارات والاستشارات، لتصل إلى 388.8 مليون دولار، خلال الأشهر العشرة المنتهية فى 31/01/ 2009، مقارنة ب303.8 مليون فى العام المالى السابق، فقد تراجع صافى أرباحها ليصل إلى 27 مليون دولار أمريكى، عن الأشهر العشرة المنتهية فى آخر يناير 2009، مقارنة ب33.97 مليون خلال الفترة 01/04/2007 إلى 31/03/2008 تبعا لما أعلنته الشركة. ولا يسمح عدم تماثل فترة المقارنة بتحديد نسبة التراجع، حيث قامت الشركة بتعديل العام المالى الخاص بها لينتهى فى آخر يناير بدلا من النظام المعمول به سابقا، والذى كان ينتهى فيه العام فى 31 مارس من كل عام. وقال علاء عرفة رئيس مجلس إدارة الشركة ل«الشروق»، إن تعديل السنة المالية جاء «بعدما نصحتنا الهيئة العامة لسوق المال بتغيير تاريخ نهاية العام المالى ليكون قريبا من النظام الذى تتبعه غالبية الشركات المدرجة فى البورصة، والتى ينتهى العام المالى لديها فى نهاية شهر ديسمبر من كل عام». بينما قال عرفة إنه لا يستطيع أن يطبق نفس نظام السنة المالية المتبع فى بقية الشركات المصرية لأن نهاية ديسمبر تعد «عز الموسم الشتوى لكل الشركات المشترية لإنتاجى على مستوى العالم»، وبالتالى فإن 31/1 كان تاريخا مناسبا أكثر. وأرجع علاء عرفة، تراجع الأرباح بالأساس إلى «خسائر محال التجزئة التابعة للشركة فى لندن، نتيجة لتأثر السوق البريطانية بالأزمة المالية العالمية، بالإضافة إلى مصروفات إعادة هيكلة الشركات الأجنبية التى استحوذت العرفة عليها فى الفترة الماضية، حيث «تستغرق إعادة هيكلة ميلكا السويدية 23 شهرا، كما تتطلب إعادة هيكلة شركة بى إم بى البريطانية الاستغناء عن عدد ضخم من العاملين بها، وبالتالى صرف مكافآت نهاية خدمة لهؤلاء العاملين». واعتبر بنك استثمار بلتون أن تقييم أداء الشركة بناء على البيانات المطروحة يعتبر «صعبا نظرا لعدم تماثل فترة المقارنة»، إلا إنه يقول إن توقعاته للإيرادات فى سنة مالية كاملة تنتهى فى آخر مارس 2009 كانت 443 مليون دولار، وذلك قبل تعديل الشركة لعامها المالى، وهو رقم «كان بإمكان الشركة أن تحققه بسهولة» كما تشير البيانات المعلنة. إلا أن توقعات بلتون للأرباح لم تكن لتتحقق نظرا لارتفاع النفقات، والتى تعتبر الاستحواذات التى قامت بها الشركة هى السبب الرئيسى فيها، تبعا لبلتون. وكانت العرفة قد قامت بالاستحواذ على عدد من الشركات كان آخرها، شراء 35% من أسهم مجموعة فورال، المالكة للعلامة التجارية بال زيلارى الإيطالية. وبرغم تراجع الأرباح يؤكد علاء عرفة أن الشركة «لم تحقق خسارة فى أى ربع من العام»، ويرى أن التراجع يعد «منطقيا فى ضوء الأزمة». أما عن نشاط الشركة فى السوق المصرية، فيقول رئيس مجلس إدارة الشركة إنها «لم تتأثر على الإطلاق،بل على العكس حققت سلسلة متاجر التجزئة الوحيدة التابعة للشركة فى مصر كونكريت 20% زيادة فى صافى الأرباح خلال فترة العشرة أشهر». ويتوقع عرفة أن يستمر أداء الشركة عند نفس المستوى خلال 2009 ككل، حيث يهدف إلى تحقيق نفس معدل الأرباح مستبعدا حدوث أى نمو إضافى خلال هذه «السنة الصعبة»، التى اضطرت فيها الشركة إلى وقف عمليات بناء وتجهيز مصنعها الجديد فى بنى سويف، والذى كان من المفترض بدء العمل به فى يناير، تحت ضغط الأزمة.