كشف جواد صيام، مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدسالمحتلة، ل"الجزيرة نت" النقاب عن نشاط مكثف لشبكات سماسرة العقارات وتغلغلها بين السكان العرب، وتحديدًا بسلوان والبلدة القديمة. وفرضت شرطة الاحتلال الإقامة الجبرية على صيام بعد اعتقاله لمدة أربعة أيام، حيث أخضع للتحقيق بشبهة الاعتداء على عربي ينشط في السمسرة، وتسريب العقارات الفلسطينية للشركات الاستيطانية. وطلبت اللجان الأهلية بالأحياء المقدسية، من السكان، توخي الحذر وعدم التعامل مع جهات وصفتها بالمشبوهة، والتي تنشط لشراء العقارات تحت غطاء مؤسسات عربية وإسلامية وفلسطينية ممولة من أثرياء الخليج، وناشدت الأهالي الاستفسار عن هوية أي شخص يقترح عليهم شراء عقاراتهم لصيانتها. ووفق المعلومات التي جمعها المركز، يلاحظ مؤخرًا تحرك نشط لجماعات مشبوهة بأحياء القدس العربية، وتحديدًا في سلوان، وادي حلوة، والبلدة القديمة، وتعرض هذه الجماعات على السكان بيع عقاراتهم. وتدعي الجماعات بأنها تسعى للحفاظ على عقارات المقدسيين وعدم نقلها للشركات الاستيطانية، وقد حصلت على دعم مالي من السلطة الفلسطينية وصناديق دعم عربية وإسلامية. وقال حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة فتح، إن أفراد شبكات السماسرة يسعون لتسريب المنازل الفلسطينية للمستوطنين، إن كان بشكل مباشر، أو من خلال التحايل والتزوير. وأضاف في حديثه ل"الجزيرة نت": يبلغ عدد العقارات بالبلدة القديمة قرابة 6000 عقار، وهو أكبر احتياط من الأملاك الفلسطينية بالقدس، وهناك قرابة 70 عقارًا سربت للجماعات الاستيطانية". وأكد عبد القادر أن حوالي مائتي عقار تسرب سنويًّا في جميع أنحاء القدس للشركات الاستيطانية عن طريق السماسرة، وتحبط عشرات المحاولات للاستيلاء على العقارات الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود صعوبة بتقليص ولجم الظاهرة التي اتسعت مؤخرًا، بسبب الإغراءات المالية وتذرع هذه الجماعات بمساعدة الشعب الفلسطيني للحفاظ على عقاراته. ودعا إلى إقامة صندوق عربي إسلامي لمواجهة الظاهرة ودعم صمود المقدسيين بالحفاظ على عقاراتهم. وخلص بالقول: "نتحدث عن شبكات مدعومة من قبل بلدية الاحتلال وأجهزة الدولة بإسرائيل، وكل من يتصدى لها يتعرض للتهديد والمطاردة والاعتقال".