أعلنت منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) أمس الأول أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت فى ديسمبر الماضى لمستوى قياسى، يتجاوز مستويات عام 2008، التى أثارت أعمال شغب فى عدد من الدول. وحذرت المنظمة من أن أسعار الحبوب الرئيسية قد تواصل الصعود، وهو ما دفع صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى توقع اندلاع اضطرابات سياسية فى بعض الدول النامية. وزاد مؤشر الفاو، الذى يقيس التغيرات الشهرية فى أسعار سلة من المواد الغذائية، تضم الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، إلى أعلى قراءة له منذ بدء تسجيل البيانات عام 1990، ومتجاوزا مستويات 2008 التى فجرت ما عرف بأزمة الغذاء العالمية. وكان مزيجا من ارتفاع أسعار النفط والوقود، ونمو استهلاك الوقود الحيوى، وسوء الاحوال الجوية، وصعود الأسواق الآجلة للسلع، قد أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء فى عامى 2007 و2008، ما أثار احتجاجات عنيفة فى بعض الدول من بينها مصر والكاميرون وهاييتى. وقال عبدالرضا عباسيان خبير الاقتصاد لدى الفاو لرويترز إن المنظمة قلقة بشأن غموض اتجاه الأحوال الجوية وتأثيرها على حجم المعروض العالمى من المحاصيل الرئيسية، فى ضوء مستويات الأسعار المرتفعة بالفعل فى الوقت الحالى نتيجة انخفاض إمدادات بعض الحبوب. وقال عباسيان: مازالت هناك مساحة لصعود الأسعار بنسبة كبيرة إذا زاد الطقس الجاف فى الارجنتين على سبيل المثال وتحول إلى موجة جفاف، وأيضا إذا دمر البرد محصول القمح فى نصف الكرة الشمالى. وتوقعت صحيفة الإندبندنت البريطانية اندلاع اضطرابات اجتماعية وسياسية فى الدول النامية الأكثر تأثرا من ارتفاع الأسعار، وقالت فى تقرير لها أمس إن إعمال الشغب والتوترات السياسية إضافة إلى زيادة الجوع بين أفقر شعوب الأرض من بين الآثار المحتملة للزيادة الجديدة فى أسعار الغذاء. وفى سبتبمر الماضى لقى 13 شخصا حتفهم فى أعمال شغب فى موزمبيق عقب ارتفاع أسعار الخبز 30% نتيجة قفزة فى أسعار القمح العالمية. وقفزت أسعار الحبوب فى 2010 وخاصة القمح نتيجة سلسلة من التغيرات فى حالة الطقس مثل حدوث موجة جفاف فى روسيا وجيرانها على البحر الاسود. وتضاعفت أسعار القمح فى أوروبا وصعدت الذرة الأمريكية اكثر من 50% بينما قفز الفول الصويا الأمريكى 34%.