لا أدرى هل هذا خبر جيد أم مرعب؟. دعونى أنصح وأحذر بأن درجة حرارة إناء الماء تظل فى الارتفاع من 35 إلى 70 إلى 100 ومن ثم يكون المزيد من الارتفاع فى درجة الحرارة سببا فى تحول المادة من سائلة إلى بخارية. وهذا ما يحدث للمصريين تدريجيا. المصريون تعلموا كلمة «لا» بالقول والطوب والعصيان والعصى. واستمرار الاعتصامات والإضرابات يعنى شيئا مهما وهو أن المصريين (قطاعا بعد قطاع) بدأوا يسألون: «اشمعنى احنا» القانون يغيب ويظهر فجأة ليطالب بعض المصريين بالخضوع له فيكون سؤالهم «اشمعنى احنا». وكما قال أحدهم: إذا كان مجلس الشعب لا يحترم أحكام القضاء «اشمعنى احنا». الحكومة تريد إلغاء المقطورات فيكون الرد بالاعتصام تحت شعار: «اشمعنى احنا». الحكومة لا تنفذ حكم القضاء بإلغاء حرس الداخلية من الجامعة، وتخصص الأراضى بأرخص الأسعار لأثرى الأثرياء، وتفرض الضرائب على متوسطى الدخل ومحدوديه، فينتفض قطاع من المصريين تحت شعار: «اشمعنى احنا». قيادات الكنيسة اعترضت للقبض على مجموعة من الشباب المسيحى الذين اشتبكوا مع الأمن تحت شعار «اشمعنى احنا». وهناك شباب مسيحى غاضب مما يعتبرونه عملا إرهابيا طائفيا يستهدفهم ولا توجد حماية أمنية كافية مقارنة بالحماية التى يشهدها كبار المسئولين وهنا يكون منطقهم «اشمعنى احنا». قرأت أن نحو 4 آلاف من المسيحيين العاملين فى جمع القمامة بالقاهرة خرجوا فى مظاهرة أمام مدخل حى منشية ناصر وقطعوا طريق الأوتوستراد، باستخدام الزجاجات الفارغة، وعبوات المولوتوف، احتجاجا على حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية. وقد ندد المتظاهرون بما اعتبروه أعمال عنف وتمييز موجه ضدهم، بدءا من قرار التخلص من الخنازير والتعنت فى بناء الكنائس وصولا لأحداث نجع حمادى ثم حادث الإسكندرية، وطالبوا بتوقيع عقوبة الإعدام على المدانين فى أحداث العنف بنجع حمادى، على سبيل الردع. وشعورهم بالظلم يدفعهم للسؤال «اشمعنى احنا». تحكم مصر قوانين ينتقدها معظم أهل الخبرة والعلم لأنها غير دستورية؛ فيتهكم ترزية القوانين ومعهم الطائفة الإعلامية التعبيرية على هذه الآراء لنكتشف بعد سنوات طوال بأن حتى الترزية ليسوا بالمهنية الكافية التى تجعلهم قادرين على استيفاء شكليات دستورية. وهكذا تظل نقابات مصر مجمدة لسنوات طوال والحكومة لا تحترم العقل والمنطق؛ فتعطى مبررات للتساؤل «اشمعنى احنا». هناك ما يثير القلق، ولنتذكر أن الشهور السابقة على ثورة يوليو شهدت إضرابات واعتصامات وصلت حتى إلى قطاع من الشرطة. ربنا يستر على مصر والمصريين.