قررت محكمة جنايات جنوبالقاهرة تأجيل محاكمة جمال حسين أحمد، 49 عاما، المتهم بمحاولة تفجير المعبد اليهودي، وذلك بإلقائه مواد متفجرة من شرفة فندق مواجه للمعبد، إلى جلسه 15 يناير المقبل، لمرافعة النيابة العامة والدفاع. شهدت الجلسة إجراءات أمنية مشددة، وأودع المتهم داخل قفص الاتهام، ثم تلت النيابة تقرير اللجنة الطبية التي أمرت المحكمة بتشكيلها لبيان مدى سلامة قوى المتهم العقلية، أثناء ارتكابه الجريمة، والتي خلصت إلى أن حالة المتهم لا تستدعي حجزه لأنه متزن نفسيا وعقليا. وطلب منتصر الزيات، محامي المتهم، أجلا للاطلاع على التقرير، كما تنازل عن سماع شهود الإثبات، وأكد أنه جاهز للمرافعة. وحصلت "الشروق" على نص التقرير الطبي للجنة الثلاثية، وأفاد أنه بناءً على فحص المتهم ثبت كما ورد بملاحظات التمريض داخل القسم، أنه هادئ متعاون، يتصرف بشكل طبيعي وحالته مستقرة، ونومه في الحدود الطبيعية حوالي 8 ساعات، ونظافته الشخصية جيدة، يأكل بصورة طبيعية ومنتظمة، ويقوم بأداء الصلوات بانتظام، كما يتشارك مع زملائه في مختلف النشاطات. وكانت المحكمة قد قررت عرض المتهم على لجنة طبية مختصة بمستشفى الأمراض النفسية، لإعداد تقرير حول حالته النفسية والعقلية ساعة ارتكابه الحادث. يذكر أن أجهزة الأمن ألقت القبض على المتهم، وتبين من التحقيقات أنه مدمن مخدرات، سبق انضمامه إلى تيار ديني متطرف منذ أكثر من 20 سنة، وسبق اتهامه في قضية إشعال النيران في نوادي الفيديو. كما تبين أنه من العناصر الجنائية السابق ارتباطها عام 1984 بمجموعة متطرفة، وشملته تحقيقات النيابة في قيام عناصر تلك المجموعة بإشعال النيران ببعض نوادي الفيديو، إلا أنه لم يشمله قرار الإحالة إلى المحاكمة، وأنه يُعانى منذ سنوات من إدمان التعاطي المفرط للمخدرات، كما سبق الحكم عليه بالحبس في قضايا تعاطي واتجار، وتم اعتقاله لنشاطه الإجرامي، وسبق أيضا دخوله مصحة نفسية حكومية عام 1991 لعلاجه من الإدمان، وقام أشقاؤه بطرده مؤخرًا، لعدم قدرته على الإقلاع عن تعاطي المواد المخدرة. ونسبت نيابة أمن الدولة إلى المتهم تهم حيازة مفرقعات بدون ترخيص، واستعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، على نحو يمثل إرهابا وترويعا للآمنين. وسبق للمتهم أن اعترف أمام نيابة أمن الدولة العليا بكيفية تخطيطه وارتكابه جريمته، حيث أشار إلى أنه دخل فندق "بانوراما"، وتوجه إلى الدور الرابع، مدعيا أنه حضر لاستئجار غرفة بالفندق، وعندما تمكن من مغافلة عامل نظافة الفندق هرع إلى الشرفة، وألقى بحقيبة متوسطة الحجم كانت في يده، وبها 4 جراكن من وقود البنزين، يوجد بكل واحد منها زجاجة من حمض الكبريتيك، مستهدفا المعبد اليهودي المقابل للفندق. كما اعترف بأنه تمكن من الهرب من الفندق، عقب إلقائه الحقيبة من أحد الممرات الجانبية، بعدما تأكد أن عددا من الضباط وأفراد الأمن المتواجدين أمام المعبد اليهودي لتأمينه قد شاهدوه وهو يلقي بالحقيبة. وبرر المتهم ارتكابه جريمته بأنها جاءت إثر شعوره بالغضب نتيجة الأحداث الجارية بالأراضي الفلسطينية.