تعاني امرأة من حالة طبية نادرة حررتها تمامًا من غريزة الخوف؛ تأتت بسبب عطب أصاب أحد مراكز العاطفة الرئيسية في دماغها. على أن العلماء يقولون إنها محظوظة لأنها لا تزال على قيد الحياة. ونقلت الصحف البريطانية أن المرأة، وهي أميركية يشار اليها فقط بالحرفين «إس إن»، تعيش في منطقة فقيرة تنتشر فيها الجرائم العنيفة بولاية ايوا، وأنها صارت فيها ضحية لعدد من محاولات الاعتداء التي شملت السلاح الأبيض والناري أيضا. لكنها كانت تواجه مهاجميها المحتملين بلا مبالاة تصل حد إفشال مخططاتهم. ونقلت مصادر إعلامية عربية عن العلماء الذين تناولوا حالتها قولهم إنها تفتقر تماما لخاصية تقييم الأمور بمقاييس الخطر والأمان، بمعنى أنها لا تعرف الخوف؛ إذ لا تشعر به مطلقا. وقالوا إنهم أخضعوها لسلسلة من المواقف التي تخيف الآخرين، ولكن بلا طائل. ومن هذه تعريضها للعناكب والعقارب والثعابين، وأخذها لقضاء ليلة في بيت يشتهر بأنه مسكون بالأشباح، وعرض بعض الأفلام المغالية في الرعب أمامها. على أن «إس إن» عادية في ما يتعلق بالمشاعر الأخرى، مثل السعادة والحزن. وقال الأطباء، في ما يخص تحررها من غريزة الخوف، إنها تعاني من حالة نادرة يُعطب فيها فصيص بحجم لوزة في الدماغ يسمى Amygdala «أميجدالا». وقالوا إن حالتها هذه تثبت أن هذا الفصيص هو المسؤول عن إحساس الإنسان بالخطر والخوف منه. وقال العلماء، الذين نشروا أبحاثهم في هذه الحالة في جورنال «كارانت بيولوجي» الطبي، إن مشكلة «إس إم» هي أن غياب إحساسها بالخوف «نبأ غير طيب»، لأنها غير قادرة على التعرف على الأشياء الخطرة، وهذا شيء يمكن أن يودي بها الى التهلكة. ولهذا فقد قالوا إنها «محظوظة، لأنها ما زالت على قيد الحياة». وفي بدء أبحاث العلماء، زعمت هذه المرأة أنها تكره العناكب والثعابين. فأخذوها إلى متجر للحيوانات الأليفة «الغريبة». وسألوها عما إذا كان منظر العنكبوت الذئبي، العالي السُميّة، والذي يلقي بالرعب في نفوس معظم الناس، يخيفها، فأجابت بالنفي. بل إنهم اضطروا لمنعها جسديا من محاولة الإمساك به، وحدث الشيء نفسه مع ثعبان. وأدهشتهم بسؤالها عن سبب منعها من الإمساك بهما. وقال الباحثون في ورقتهم على صفحات «كارانت بيولوجي»: إن هذه الحالة النادرة تفتح الباب إلى دراسة ردات فعل الدماغ على مختلف الظروف، وخاصة في ما يتعلق بالقلق والخوف المَرَضيين ومحاولة العثور على علاج لهما.