أكد رجال دين مسيحيون على منعهم من حضور اجتماع محمد البرادعى مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير مع رموز فى المعارضة، بمنزل دبلوماسى سابق بمركز مغاغة بالمنيا السبت الماضى من قبل أجهزة الأمن، وهو ما أرجعه كاهن بمطرانية سمالوط فى تصريحات ل«الشروق» إلى «الخشية من اقتراب المسيحيين لتيار التغيير، وأن الكنيسة تقف فى صف المعارضة». وانصرف اثنان من القساوسة هما عادل حكيم ومحروس عايد، قبل دقائق من حضور البرادعى إلى منزل السفير سيد قاسم مساعد وزير الخارجية السابق، بعد إبلاغهما بضرورة مغادرة المكان. وقال القس عادل حكيم الذى غادر منزل السفير، ثم عاد إليه لإلقاء التحية على البرادعى: «منعونا وقالوا بلاش تحضروا، ونحن احترمنا الأمن، وحرصنا على مغادرة المنزل قبل مجئ البرادعى»، مضيفا دون الخوض فى تفاصيل المنع، «حين غادرت اتصل بى عدد من الحضور وطالبوا بعودتى لأن البرادعى فى انتظارى فعدت للترحيب به ثم غادرت مباشرة». وأفاد مصدر مقرب من القس حكيم بأن الأمن هدده بعد عودته بأنهم سيقومون بوقف تراخيص البناء فى الكنيسة التابعة لهم. من جهته، أصر الأب «اسطفانوس شحاتة» كاهن بمطرانية سمالوط بالمنيا على حضور اللقاء، وكشف ل«الشروق» عن تلقيه مكالمة من الأمن تتعلق بأسباب حضوره للقاء البرادعى، وقال: «تلقيت مكالمة، أنت حاضر ليه؟، قلت أنا جاى لى مطالب والدولة مش سمعانى لكن لو طلب منى مغادرة المكان لم أكن لأغادر»، على حد قوله. وأوضح قائلا «حضرت بدعوة من السفير المصرى السابق، لعرض مطالبى على المعارضة بعد أن يئسنا من الحزب الوطنى والحكومة». وفسر «شحاتة» منع الأمن لقساوسة من الحضور، بالقول: «الأمن لا يريد أن تصل رسالة بأن الكنيسة تقف فى صف المعارضة، وأن المسيحيين انضموا لتيار التغيير». غير أن شحاتة ألمح إلى أنهم «لا يطالبون بتغيير الرئاسة لكنهم يريدون تغيير معاملة المسيحيين، وقانون موحد للعبادة والحصول على حقوق المواطنة كاملة، وتمثيلهم بشكل جيد فى الحكومة، وفى البرلمان». ولم يشأ شحاتة عرض مطالبه فى لقاء البرادعى السبت الماضى «لما لقيت الحديث سياسى فقط ولم يتطرق للأقباط فضلت الاستماع فقط». زياد العليمى أحد منظمى زيارة البرادعى للمنيا، قال ل«الشروق»: فوجئنا جميعا بالمنع الأمنى، ربما لخشيتهم من أن نداء البرادعى بالدولة المدنية، وإعطاء حق المواطنة، سيجذب الأقباط لمشروع التغيير؛ لذا تم منع اثنين من القساوسة من حضور اللقاء». ورأى أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، بعد أن أعرب عن استغرابه من الموقف الأمنى، أن يكون هدف المنع هو الرغبة فى إلصاق البرادعى تهمة التعامل مع جماعة الإخوان، لكن وجود الأقباط يبطل هذا الحديث». وطالب حرب بضرورة «اتخاذ موقف قوى بعد إرغام القساوسة» على مغادرة منزل السفير السابق.