«العشاء الأخير» كان وراء كشف جريمة قتل بشعة شهدتها الإسكندرية أخيرا، وتم اكتشافها عندما ذهب الخال لزيارة ابن شقيقه وزوجته بشقتهما بالعجمى لتناول العشاء معهما، ليجد نفسه مع موعد مع فاجعة لم يكن يتوقعها، بعدما عثر على نجل شقيقه مشنوقا وبجسده 22 طعنة، كما عثر على الزوجة مشنوقة ومطعونة 17 طعنة، أيضا، وبجوارهما رضيعهما على قيد الحياة غارقا فى دماء أبويه. كشفت جهود المباحث عن اتهام يوسف سمير يوسف، 29 عاما، صاحب محل استورجى، ومعاونه محمد سليمان محمد، 22 عاما، وأدليا باعترافات تفصيلية فى التحقيقات التى أجراها معهما، عبدالجليل حماد رئيس نيابة الدخيلة، حول اتهامهما بقتل محمود سليم عبدالوهاب، 37 عاما، صاحب محل جملة، وزوجته عبير على أحمد، 36 عاما. قال المتهم الأول يوسف: تربطنى علاقة صداقة وطيدة بالمجنى عليه، لأننا جيران بالمحل بشارع الفردى الهانوفيل، واعتدت أن أشاهده يحمل «كيس قماش كبيرا» يحتوى على حصيلة البيع بالجملة يوميا ويتوجه به إلى منزله، فكنت أنظر إليه بكل حقد على ما يكسبه، بينما أعانى الفقر وتراكم الديون حتى وصلت ديونى للمقهى المجاور إلى 50 جنيها كان يطالبنى بها صاحب المقهى كلما طالبته بكوب شاى. وتابع المتهم: مع زيادة ديونى بدأت أفكر فى سرقة صديقى، بالتأكيد سوء حظه أوقعه فى مجرم مثلى لأننى كنت أشاهده يلبس أنظف الملابس فقررت أن أشاركه فيما يكسبه، واتفقت مع عامل يعمل لدى كان فى مثل حالتى تتراكم عليه الديون لأننى لم أكن أستطيع دفع يوميته، ولما عرضت الخطة عليه، اقتنع بالفكرة، ولم يتبق أمامنا سوى الإعداد للتنفيذ، وقمنا بشراء ماسكات ومجموعة من الحبال ومطواتى قرن غزال، ثم حددنا ساعة الصفر للتنفيذ. وأضاف: دقت عقارب الحادية عشرة مساء يوم الجريمة، واختبأنا للمجنى عليه بمدخل منزله، ونحن ملثمان، وخرجنا عليه حال عودته من عمله لكنه تعرف علينا من نبرة صوتنا، وعاتبنا بعد أن فشلنا فى خطف نقوده لمقاومته لنا. وواصل المتهم: أدخلناه لشقته ثم ازداد عتابه لنا، وأكد لنا أننا لو طلبنا منه أى مبالغ لمرورنا بأزمة مالية لم يكن ليتأخر عنا، وأثناء ذلك خرجت الزوجة لاستطلاع الأمر فطلبنا من الزوج إبعادها عن الموضوع، فأمرها أن تظل مع رضيعهما محمد البالغ عمره سنة وشهرا بحجرة النوم. وواصل المتهم: المجنى عليه قدم لنا مبلغا من المال، وتعهد بعدم إبلاغ الشرطة، فقلنا له سنقيده لكى نطمئن ونستطيع الهروب حيث سنترك الإسكندرية لأننا لن نستطيع البقاء فيها، فاستسلم المجنى عليه وشعر بأنه سقط فى الفخ بمجرد أن كممنا فمه وقيدناه بطريقة وحشية ولفينا الحبل حول رقبته وربطناه من الخلف بأقدامه على طريقة ربط الأسرى، ولم نكتف بذلك، بل أخرجنا المطويتين وانهلنا بهما طعنا على المجنى عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأثناء هروبنا فوجئنا بالزوجة تخرج من الحجرة وبيدها «الببرونة» الخاصة بابنها لتحضير الرضعة له، فكتمنا أنفاسها، وتم شل حركتها وقيدناها بالحبل، وقمنا بلفه حول رقبتها وشنقناها بعد ربطه بطرف كرسى بحجرة السفرة، وتركنا الطفل بجوارها، واستولينا على مبلغ 3 آلاف جنيه ودبلة ذهبية وتليفونين محمولين. هرولنا سريعا إلى خارج العقار حتى لا يرانا أحد، وعدنا إلى محلنا المجاور إلى محل المجنى عليه، وفتحناه وبدلنا ثيابنا حتى لا يرتاب أحد فى أمرنا، ولكن بعد ساعة من الجريمة، فوجئنا بخال المجنى عليه يصرخ ويقول «طرقت باب شقة محمود ولم يجب أحد، وسمعت صوت الطفل محمد يبكى، فقررنا كسر باب الشقة. ذهبنا معه سويا وكسرنا باب الشقة وشاهدنا الحادث وكأنه مفاجئ لنا، ثم انطلقت صرخات الخال الذى أبلغ العميد إبراهيم عبدالعاطى مأمور قسم شرطة الدخيلة والمقدم أشرف مسعود رئيس المباحث والرائد نعمان أبوالسعد اللذين حضرا وأخذا أقوالنا، وظللنا نبكى ونصرخ لنوحى للناس والشرطة أننا بعيدان عن الشبهات. واختتم المتهمان اعترافاتهما بأنهما فى النهاية سقطا فى قبضة اللواء ناصر العبد مدير المباحث الجنائية من خلال تضارب أقوالهما. انتقلت النيابة بعد منتصف مساء أمس لعمل المعاينة التصويرية وسط حراسة أمنية مشددة حول المتهمين.