دورات المياه بالمدارس الثانوية، هى ملجأ الطلاب الراغبين فى التدخين داخل أسوار المدرسة، وقد يكون لبعضهم حظ فى إيجاد مكان مهجور بالمدرسة بعيدا عن أى إشراف، ووصل الأمر ببعضهم إلى التدخين أمام المدرس فى الفصل الدراسى مثلما يفعل بعض طلاب المدارس الصناعية، ولكن ما يعتبره الطلاب أمرا عاديا التدخين أمام باب المدرسة يرفعون شعار «إحنا مش فى المدرسة محدش له سلطة علينا». قال طالب بالصف الثالث الثانوى بمدرسة الثانوية الميكانيكية بالقليوبية إن طلاب المدرسة اعتادوا على تدخين السجائر فى أى مكان داخلها «سجاير بس مينفعش ندخن حاجة تانية فى المدرسة»، سواء فى فناء المدرسة أثناء الفسحة أو فى دورات المياه أو فى أى مكان، ووصل الأمر إلى تدخينهم أثناء الحصة الدراسية. وقال طالب بإحدى المدارس الصناعية بمدينة السلام إن خلف المبنى المدرسى والذى يتسم بالهدوء الشديد هو المكان الذى يفضله الطلاب للتدخين. «إحنا بندخن قدام المدرسة مش جواها، ودى حرية شخصية طالما إحنا مش جوا المدرسة ملكش دعوة بيا» هذا هو رد أحد طلاب مدرسة السطران الثانوية الصناعية بالقاهرة على المدرس رجب رشاد عندما شاهده يدخن بعد انتهاء اليوم الدراسى أمام بوابة المدرسة، وقال رجب إن الطلاب لا يدخنون داخل المدرسة نظرا للتعليمات المشددة التى تمنعهم من ذلك، ولكنهم يدخنون أمام بوابة المدرسة لعلمهم أن المدرسين ليس لديهم سلطة على أى طالب خارج أسوار المدرسة. وقال أسامة القاضى مدرس بمدرسة شبرا الثانوية الصناعية إن الطلاب غالبا ما يدخنون داخل دورات المياه، لأن المدرسين ينتشرون فى فناء المدرسة أثناء الفسحة، وأضاف «مدير المدرسة بيفتش الصبح عددا من الطلاب ويأخذ السجائر منهم، لكن فيه بعض الطلاب بيخبوها فى الشراب ويدخنوا فى الحمام». واتفق معه ناصر شعلان مدرس لغة عربية بمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة على أن معظم الطلاب يحملون معهم السجائر ليدخنوها سواء داخل أو خارج المدرسة، وأكد أن المكان الذى يدخن فيه الطلاب هو ورا الجمعية جنب السور، ولكن ما يلاحظ بشدة هو تدخينهم أمام المدرسة قبل وبعد انتهاء اليوم الدراسى. «التدخين داخل المدارس الثانوية بنين منتشر» هذا ما أكده إخصائى اجتماعى بإحدى المدارس الثانوية بقصر العينى، مشيرا إلى أن الطلاب غالبا ما يدخنون داخل دورات المياه، أو إذا توافر بالمدرسة أى مكان مهجور يغيب عنه إشراف المعلمين، وأرجع ذلك إلى أن الطالب «يعند» مع قوانين المدرسة التى تمنع التدخين داخلها. وأضاف الإخصائى أنه فى حالة اكتشاف تدخين طالب داخل المدرسة، يبدأ أولا فى التحدث معه عن آثار التدخين السلبية وأضراره على صحة الإنسان، ثم البدء فى اتخاذ الإجراءات القانونية مثل استدعاء ولى الأمر وأخذ تعهد عليه بعدم تكرار ابنه لمخالفة التدخين داخل المدرسة، مؤكدا أنه فى حالة حدوث تعاون بين المدرسة والبيت يقلع الطالب عن التدخين، أما فى حالة عدم اهتمام الأسرة فلا يتغير شىء ولا يحدث تغيير فى سلوكيات الطالب. وقالت أمل الجندى إخصائية اجتماعية بإحدى المدارس إن من أسباب انتشار التدخين داخل المدارس خاصة مدارس البنين أنهم لا يخافون من أى عقاب ويرفعون شعار «أنا بقيت راجل»، قائلة: «المدرس حتى لو ضرب الولد مش هتفرق معاه، على عكس البنت اللى ممكن تخاف شوية» وفى محاولة للتغلب على مشكلة تدخين الطلاب فى المدارس أعد المركز القومى للبحوث التربوية بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والأسرة والسكان وحدات دراسية جديدة لمكافحة التدخين والإدمان، لتتم إضافتها إلى المناهج الدراسية فى مرحلة التعليم الأساسى. قال الدكتور مراد حكيم الباحث بشعبة تطوير المناهج بالمركز إنه تم الانتهاء من إعداد الأجزاء التى ستتم إضافتها للمناهج، والتى ستساعد الطالب فى تصحيح بعض المعلومات الخاطئة لديه، مثل أن التدخين يساعد الطالب على المذاكرة، أو يرفع القدرة على الاستيعاب، وذلك من خلال وضع معلومات عن أضرار التدخين وتأثيره على التحصيل الدراسى. وأضاف أن الوحدات الجديدة والتى ستتم إضافتها لمناهج العلوم والتربية الدينية واللغة العربية والتربية الفنية ستحتوى على معلومات لمكافحة الإدمان والتدخين، بالإضافة إلى صور توضيحية عن أضرار التدخين مثل صورة لرئة سليمة وأخرى مصابة من أثر التدخين، صور عن أثر الإدمان والتدخين على تغيير بشرة الجلد وأصابع اليدين، وبالنسبة لمادة التربية الفنية قال إنها ستعمل على توجيه سلوكيات الطلاب مثل رسم إعلانات عن كيفية حث المواطنين على الإقلاع عن التدخين والإدمان.