«الحكومة تبحث عن معارضة ولو بالقوة»، بهذه الكلمات وصفت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب، وأضافت فى التقرير الذى أصدرته والذى رصد الساعات الأولى من جولة الإعادة إن «انسحاب المعارضة من المنافسة، تبعها انسحاب المواطن من التصويت، وهو ما قابله الحزب الوطنى بعملية الحشد والتصويت الجماعى وشراء الأصوات». وأشار التقرير إلى ما سماه المحاولات الحثيثة من الحزب الوطنى لتمثيل المعارضة فى جولة الإعادة بأى ثمن، مشيرا إلى دفع المرشح المستقل محمود الخرويلى، فى دائرة أول المحلة للانضمام إلى حزب الجيل. وأفاد مراسل «الشروق» حسام بشير، بخبر يؤكد انسحاب المرشح المنافس للخرويلى أحمد الشعراوى، أمس، بعد رفض الأمن منحه توكيلات لمندوبيه. وقال مقربون من الشعراوى إن من بين أسباب انسحابه «انضمام منافسه محمود الخرويلى إلى حزب الجيل، وهو الأمر الذى أشعره بوجود مؤامرة من الحكومة لإبعاده حتى لو حصل على كل الأصوات». وبحسب الجمعية المصرية رصد المراقبون تسويد بطاقات لصالح مرشح حزب التجمع رأفت سيف، فى مدرسة الجمهورية للتعليم الأساسى، بدائرة أجا بالدقهلية، وهو ما أدى لانسحاب مرشح الحزب الوطنى، عبدالفتاح دياب اعتراضا على عدم حصوله على توكيلات لمندوبيه وعمليات التسويد لصالح مرشح التجمع. ورصد المراقبون استمرار اتباع سياسة منع مندوبى المرشحين التى ظهرت منذ الجولة الأولى الأسبوع الماضى، وأشار التقرير إلى أن بعض المندوبين الممنوعين ممثلين عن مرشحين من الحزب الوطنى، وأوضح تكرار هذا المنع فى عدد من اللجان بدوائر بولاق الدكرور، وكرموز، وبركة السبع، وبندر ومركز قنا، وأرمنت، ونجع حمادى، وبندر سوهاج، ودائرة شبرا. ورصد تقرير جمعية المشاركة المجتمعية حصار الأمن لبعض اللجان ومنع التصويت فيها، مثل لجنة مدرسة أبوبكر الصديق، بدائرة بولاق الدكرور بالجيزة، مشيرا إلى حصارها بثلاث سيارات أمن تحمل أرقام 5732، 2111، 12145. وهو ما تكرر فى لجنة المعهد الدينى بالدائرة الأولى بقنا، التى حاصرتها ست عربات أمن مركزى، وحصار لجنة مدرسة السادات الابتدائية فى دائرة أتميدة بالدقهلية. وفيما يتعلق بطرد مندوبى المرشحين أشار التقرير إلى طرد مندوب المرشح الوفدى محمد المالكى من مدرسة الحسين الابتدائية بدائرة الجمالية. ورصد التقرير حالات تصويت جماعى فى دائرة الجمرك بالإسكندرية لصالح ناشد المالكى، مرشح الحزب الوطنى على مقعد العمال، وأشرف عبدالحميد، المرشح المستقل على مقعد الفئات. وبحسب التقرير شهدت بعض لجان دائرة بولاق الدكرور فى الجيزة تزاحما بسبب غياب الأمن وترك عملية دخول الناخبين فى يد أنصار المرشحين، وهو ما حدث فى مدرسة جمال عبدالناصر، وصفية زغلول، وأشار إلى حصار الأمن للشوارع المؤدية لهذه اللجان من قبل سيارات الأمن المركزى ومنها سيارة رقم 26869. وشهدت دائرة شبرا وفقا لما رصده تقرير المشاركة المجتمعية، حشد جماعى للناخبين لصالح مرشح الحزب الوطنى، رضا وهدان، باستخدام سيارات تحمل أرقام 716 ى ن ر، 613 ول م. وفى المنوفية رصد التقرير عمليات تسويد جماعى بدائرة أشمون لصالح مرشح الحزب الوطنى، حامد سماحة، فئات، بلجان 20، 21 ، 23 ،22، وطرد جميع المندوبين بمدرسة مؤسسة بشنتيا الحجر، ومدرسة أم صالح الابتدائية. كما أشار إلى تسويد بطاقات فى الأقصر لصالح مرشح الفئات من الحزب الوطنى فى لجان 59 ، 62، 63. فيما وصف التقرير الأول عن جولة الإعادة للجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى الانتخابات بأنها بدون معارضة وبدون مراقبين، وتساءل «هل يذهب الناخبون؟» وأكد التقرير منع وطرد نحو 51% من مراقبى الجمعية من لجان التصويت، مشيرا إلى منع وطرد المراقبين فى كل لجان دائرة الساحل بالقاهرة، وهو ما حدث فى مدرسة السادات، ومدرسة النسيج، وشجرة الدر، والسيدة خديجة، ومدرسة الجمهورية، وطلعت حرب، وسعد بن أبى وقاص، ومدرسة ناصر الثانوية. وتكرر منع المراقبين فى عدد من الدوائر مثل دائرة أبوقرقاص بالمنيا، وبندر سوهاج، وبندر جرجا بسوهاج. كما رصد المراقبون تأخر فتح عدد من اللجان عن الموعد الرسمى لها، مثل مدرسة عبدالمنعم واصل الإعدادية فى دائرة قسم شرطة حلوان، ومدرسة صلاح الدين فى دائرة قليوب بالقليوبية، وخالد بن الوليد فى دائرة شبرا أول بالقليوبية. أما دار الخدمات النقابية والعمالية، فرصد مراقبوها اختفاء الناخبين فى دائرة أول المحلة الكبرى، وتسويد بطاقات لصالح المرشح المستقل على مقعد العمال محمود الخرويلى. وأشار تقرير دار الخدمات إلى أن الخرويلى الذى ترشح مستقل انضم قبل يومين إلى حزب الجيل، وعرض التقرير لما يتردد فى الدائرة عن وجود صفقة بين الدولة وحزب الجيل والخرويلى الذى حصل على وعد بالنجاح مقابل انضمامه لحزب الجيل، بحسب التقرير الأول لدار الخدمات. وتلقت غرفة العمليات بوحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومى لحقوق الإنسان نحو 52 شكوى، متنوعة منها 20 شكوى خاصة بجولة الإعادة تلقتها من عدد من المحافظات منها الدقهلية، وقنا، وكفر الشيخ، والشرقية، وأسوان، والقاهرة. وتمثلت الانتهاكات فى منع مراقبى المجتمع المدنى من دخول اللجان الانتخابية، ومنع مندوبى المرشحين من تسلم التوكيلات الخاصة بهم، ومنعهم من دخول بعض اللجان، وتسويد البطاقات من قبل موظفى اللجان، واستمرار الدعاية الانتخابية، والرشاوى الانتخابية، كما تلقت الغرفة 32 شكوى بواسطة خدمة الرسائل القصيرة. اللجنة العليا للانتخابات لم ترد لها أى شكاوى من أى لجنة عامة، بحسب مدير غرفة العمليات باللجنة المستشار أحمد شوقى الذى قال خلال اتصال هاتفى مع «الشروق»: «لم ترد لنا أى شكاوى وإقبال الناخبين متوسط»، وأضاف شوقى أن اللجنة تلقت بعض الشكاوى عن طريق المجلس القومى لحقوق الإنسان تصدت لها عن طريق الاتصال باللجان العامة، بحسب تعبيره. وأشار إلى أن معظم الشكاوى كانت بخصوص منع المندوبين إلا أنه تمت إزالتها فورا ولم تستغرق أكثر من دقائق بحد تعبيره. وحذر المتحدث الرسمى باسم اللجنة المستشار سامح الكاشف خلال مؤتمر صحفى أمس من العبث بصناديق الانتخاب، مشيرا إلى أن اللجنة سبق وألغت التصويت على أكثر من 1000 صندوق فى المرحلة الأولى. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر