بعد أسبوع من سقوط نحو 13 قتيلا وعشرات المصابين، تحل الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب، حيث تجرى اليوم جولة الإعادة على نحو 84% من مقاعد البرلمان، والتى لم تحسم نتائجها فى المرحلة الأولى (الأحد الماضى). وقبل 24 ساعة من فتح أبواب اللجان أمام الناخبين، أعلنت مديريات الأمن فى المحافظات (حالة طوارئ)، ناشرة المئات من العربات المصفحة، وناقلات جنود تابعة لقوات الأمن المركزى. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية ستدفع بتعزيزات أمنية كبيرة لتأمين جولة الإعادة التى تجرى اليوم لحسم الصراع على 284 مقعدا منعا لوقوع أحداث شغب. وقالت المصادر إن خطة أمنية اعتمدها اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية خلال مشاورته مع مساعديه بحضور اللواء عدلى فايد، مساعد أول وزير الداخلية لقطاعى الأمن والأمن العام، اعتمدت فى محاورها على تأمين جميع الدوائر التى تجرى فيها الإعادة حيث تم التنبيه على قيادات الأمن فى المديريات بتأمين اللجان من الخارج منذ لحظة دخول الناخب اللجان وحتى خروجه منها، وتم تحديد دوائر مهمة تخشى أجهزة الأمن من وقوع أحداث عنف بها فى جولة الإعادة وتم التنسيق مع مديرى الأمن وأجهزة أمن الدولة والأمن العام فى تلك الدوائر للنزول. وشملت الدوائر التى تحظى باهتمام أمنى كبير الدوائر التى تحكمها العصبيات القبلية وأهمها دوائر نجع حمادى التى شهدت مواجهة بين مرشحى الوطنى نتج عنها حرق سيارة عبدالرحيم الغول، والدائرة الأولى ببندر سوهاج التى شهدت واقعة إطلاق نار والقبض على 3 من أنصار النائب أحمد أبوحجى، ودائرة المطرية وعين شمس التى شهدت وقوع قتيل، وإن كانت أجهزة الأمن قد أعلنت أن الواقعة ليست متعلقة بالانتخابات، ودائرة مغاغة بالمنيا لوجود تكتلات قبلية شديدة بين قرى شرق النيل وغربه حيث يسعى النائب عبدالوهاب مكرم بالاحتفاظ بالكرسى بمنطقة شارونة «شرق النيل» بينما يسعى صفوت أبوهيبة لاختطافه للغرب، ودائرة طنطا التى يسعى أحمد شوبير للحفاظ على المقعد فى مواجهة مرشح الوطنى، ودائرة بندر بنى سويف لوجود مرشح قبطى بها وقيام الأخير بتحرير محضر أمس الأول اتهم فيه مجهولون بإتلاف سيارته لإرهابه. وقالت المصادر إن اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية أمر مساعده عدلى فايد، مساعد أول وزير الداخلية بالتنسيق مع مديريات الأمن التى تقع بها الدوائر المذكورة لمدها بتعزيزات من قوات الأمن المركزى، والأمن العام، وقوات مكافحة الشغب، وتأمين الحراسات الخاصة مدعمة بشرطة سرية للانتشار بتلك الدوائر ومواجهة أحداث الشغب لحظة وقوعها والتى تحظى باهتمام تنافسى كبير بين المرشحين. وفى دمياط انتشرت العربات المصفحة وفرق مكافحة الشغب فى ميادين المحافظة الرئيسية، كإجراء وقائى روتينى، رغم انسحاب مرشحى جماعة الإخوان المسلمين من المعركة. ويقود مدير أمن القليوبية اللواء محمد الفخرانى، فريق من القيادات الأمنية فى المحافظة، للإشراف «الأمنى» على الانتخابات، والتى تجرى فى 5 دوائر من أصل 9 دوائر. وقال مصدر أمنى ل«الشروق»: «تم الاطمئنان على توافر جميع الاستعدادات الخاصة بالانتخابات من كشوف وصناديق وتجهيز اللجان العامة والفرعية وتوفير وسائل المواصلات اللازمة لنقل رؤساء وأعضاء اللجان». وفى محافظة الشرقية قالت مصادر أمنية: «استعدينا لمواجهة البلطجة الانتخابية على مستوى جميع دوائر الإعادة وأهمها الدائرة السادسة ومقرها مركز شرطة مشتول السوق». وكانت مشتول شهدت أحداثا دامية، حيث تبادل عدد من أنصار المرشحين إطلاق الأعيرة النارية، بعدما دهست شاحنة مقر لجنة الفرز مخلفة 3 قتلى وعشرات الجرحى. وأكدت إحدى المرشحات المستبعدات على مقعد الكوتة أن هناك «مخاوف أمنية من وقوع مشاجرات ثأرية بالأسلحة قد تودى بحياة العشرات». وفى المنيا وجهت مديرية الأمن، أمس، 23 سيارة محملة برجال الأمن المركزى للتمركز فى قرى الروضة بملوى، والتى شهدت مصرع مواطن وإصابة على يد شقيقى نائب الوطنى. وتمركزت القوة على مداخل قرية اتليدم، التى شهدت قطع أنصار المرشح المستقل مصطفى التونى، الطريق الزراعى السريع لمدة تجاوزت الثلاث ساعات، وكذلك أبوقرقاص ومدينة الفكرية، والتى شهدت مظاهرات استمرت 3 أيام تم فضها بالقنابل المسيلة للدموع. وقررت مديرية الأمن تغيير ونقل جميع رؤساء وأمناء اللجان الانتخابية، وعدم تكليفهم بالعمل فى ذات اللجان التى أشرفوا عليها فى الجولة الأولى. واستمرت المديرية فى وقف الإجازات لجميع العاملين، وأغلقت شوارع اللجان تحسبا لتكرار أحداث الشغب. وشهدت محافظة البحر الأحمر إجراءات أمنية مشددة لم تفرضها قوات الأمن فى المرحلة الأولى، وذلك تحسبا لاندلاع مواجهات بين أنصار المرشحين. وفى أسيوط، نشرت مديرية الأمن أكثر من 5 آلاف ضابط ومجند لتأمين جولة الإعادة، تحسبا لتكرار أحداث الشغب التى شهدتها الجولة الأولى، واستعانت بأعداد كبيرة من أفراد قوات مكافحة الشغب. وأكد مدير الأمن اللواء أحمد جمال الدين فى اتصال هاتفى مع «الشروق» أن المحافظة «كانت فى الجولة الأولى أفضل من المحافظات الأخرى، حيث تمكنت قوات الأمن من السيطرة على أحداث الشغب التى حاول بعض أنصار المرشحين إثارتها، وتم ضبط 5 قطع سلاح آلى وخرطوش». وتلقت الأجهزة الأمنية فى الإسماعيلية تعليمات من وزارة الداخلية للاستعانة بالمزيد من أفراد الأمن «خاصة فى لجان القنطرة غرب بالدائرة الثالثة»، وذلك لمنع لوقوع اشتباكات بين الناخبين وأفراد الشرطة. شارك فى التغطية: سامى جاد الحق وحلمى ياسين وحسن صالح وعادل الشاعر ومحمد عبده وماهر عبدالصبور وعمرو بحر ويونس درويش وأميرة محمدين. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر