اعتبرت جبهة إنقاذ مصر المعارضة، والتى تتخذ من لندن مقرا لها، أن النتائج التى أسفرت عنها الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تعكس «هلعه (النظام الحاكم) من تصاعد قوى المعارضة» وتستهدف «القضاء على كل الأصوات المعارضة والقوية على الساحة حتى يكون لدى النظام متسع من الفرصة لتمرير المرحلة المقبلة بغض النظر عن السيناريو الذى يمكن أن يجرى فيها» فيما يتعلق بملف انتقال السلطة، قائلة فى الوقت نفسه أنها لا تراهن على أى دور خارجى فى الدفاع عن حقوق المصريين «التى أهدرت فى الانتخابات». القيادى فى الجبهة أسامة رشدى قال ل«الشروق» إنه يعتبر الانتخابات وما أسفرت عنه حتى الآن من نتائج «أمرا إيجابيا لا سلبيا كما يعتقد البعض، حيث إن ما جرى فيها يعكس رعب النظام وهلعه وفزعه حتى من بعض الأصوات القليلة داخل البرلمان». وأشار إلى أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات كانت «أمرا متوقعا..لأن النظام رفض أن يعطى أى ضمانات لهذه العملية الانتخابية التى كانت كل المقدمات فيها تفضى إلى النتيجة التى حدثت، وكانت أولى المقدمات رفض النظام تنفيذ أحكام القضاء الواجبة التنفيذ.. حيث رأينا مئات المرشحين يستبعدون من العملية الانتخابية وأحكاما ببطلان الانتخابات». وبنظر رشدى فإن «النظام الذى مر عليه حتى الآن 30 عاما فى السلطة فشل بشكل ذريع فى إجراء هذه الانتخابات وأثبت للعالم كله أنه وصل إلى حالة من العجز عن الوفاء بتعهداته التى قطعها على نفسه للشعب المصرى وللعالم عندما قال إننى سأجرى انتخابات شفافة ونزيهة». وأضاف رشدى أن النتائج تمثل جملة رسائل من الحكومة للمعارضة فى الداخل والخارج تفيد ب«أنه لا مكان للمعارضة فى المجلس المقبل» مشيرا إلى «أن هذا النظام الآن، وهو فى مرحلة انتقالية لعملية انتقال للسلطة، يعطى مؤشرات على أن هذه العملية ستكون ذات إخراج ردىء كما رأينا فى هذه الانتخابات». وبحسب القيادى فى الجبهة، التى تأسست ربيع 2005 وتشكل مظلة لمعارضين مصريين مقيمين فى لندن ينتمون لأطياف سياسية مختلفة، فإن الانتخابات التى جرت الأحد الماضى «شبيهة بتلك التى أجراها الرئيس العراقى الراحل صدام حسين قبيل نهايته، والتى أخرج فيها نتيجة مؤداها أنه فاز بنسبة 100%». وأردف بالقول إن نتائج العملية الانتخابية الأخيرة تثبت أن الحزب الحاكم «ضاق حتى ببعض التنوع الذى كان موجودا فى المجلس السابق رغم أنه لم يكن يتمتع بأى نوع من الفعالية بسبب الأغلبية التى يحظى بها الحزب الوطنى، والتى كانت كالماكينة تمرر القوانين، وتعيق رقابة المجلس على أعمال الحكومة». وأعرب أسامة رشدى عن أسفه لأن تشهد مصر «انتخابات بالسنج والمطاوى والسيوف وبالإرهاب وبقمع الناس ومنعهم من الوصول إلى مراكز الانتخابات.. فى عصر يشهد دولا إفريقية كثيرة تجرى انتخاباتها وفقا للمعايير الدولية وبمنتهى النزاهة». ولكن القيادى المعارض قال إنه لا توجد لدى جبهته حاليا أى خطط لتنظيم فعاليات للاحتجاج عما تراه «تزويرا» جرى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة قائلا «نحن كمعارضة مصرية موجودة فى الداخل أو الخارج الآن فى مرحلة نندد فيها بما حدث ونكشفه للعالم كله، لأن المشروعية لا تكتسب بالقوة ولا بالتزوير، ونراهن على أن هذا النظام وقته قد انتهى». وأضاف أن جبهة إنقاذ مصر «فى مرحلة تشاور حاليا مع القوى السياسية، لنرى ما ستتخذه من خطوات حيال ما حدث فى هذه الانتخابات المزورة». وفى الوقت الذى أعربت فيه الولاياتالمتحدة على لسان البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن «فزعها» و«خيبة أملها» حيال ما تردد عن حدوث «مخالفات فى الانتخابات البرلمانية (المصرية) وعمليات تدخل وتخويف من قبل الأمن فى يوم الاقتراع»، لم يصدر أى رد فعل رسمى بريطانى حتى الآن فى هذا الشأن. غير أن أسامة رشدى يرى أن لا فارق «حقيقيا» بين الموقفين الأمريكى والبريطانى فى هذا الصدد حتى وإن كانت واشنطن تحدثت ولندن صمتت ف«الموقف الأمريكى ضعيف للغاية ولا يخرج عن بعض التصريحات الكلامية»، مشيرا إلى «أننا اطلعنا على الوثائق التى نشرها موقع ويكيليكس ورأينا أن المشاورات المصرية الأمريكية تتناول كلها ملفات مثل عملية السلام وإيران وحركة حماس وملف جماعة الإخوان المسلمين، ولم نر شيئا يتناول الديمقراطية أو المجتمع المدنى». واعتبر رشدى أن الدول الغربية «تقدم مصالحها المتعلقة برعاية الدور المصرى فيما يتعلق بعملية السلام فى الشرق الأوسط ودوره ضد إيران وضد حركة حماس وحركات المقاومة فى المنطقة. وبالتالى هذا هو ما يهمهم بالنسبة لمصر..ولذا فهم لا يريدون لمصر لا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان». وقارن بين المواقف الغربية «الضعيفة» حيال الانتخابات النيابية الأخيرة فى مصر «ومواقف هذه الدول مع المعارضة فى إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة هناك. وهذا كله يكشف عن أن هذه المواقف مواقف مسيسة ولا تعبر عن مواقف مبدئية». القيادى، الذى نفى بشدة أن تكون لجبهته أى اتصالات أو صلات رسمية بجهات رسمية أوروبية، أكد أن المعارضة المصرية فى الخارج «لا تراهن على مواقف (القوى الخارجية) ولا تساورنا الأحلام أو الهواجس فى أن هؤلاء الناس يمكن أن ينتفضوا للدفاع عن الشعب المصرى الذى أهين وضرب على أعتاب المقار الانتخابية.. كل رهاننا على الداخل المصرى». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر