كان بإمكانها أن تجمع الصور النادرة التى التقطتها فى رحلتها الطويلة مع الفوتوغرافيا، وهى التى حملت الآلة السحرية منذ نعومة أظافرها لتكون دليلها فى رؤية العالم على اتساعه، أو أن تذهب لجمع بورتريهات المثقفين والمبدعين الذين تفننت فى تقديمهم من زوايا تخرج عن المألوف لتصنع بها معرضها الجديد. غير أن رندا شعث تركت كل ذلك جانبا، وقررت أن تقدم اللحظات العابرة التى سجلتها خلال السنوات القليلة الماضية. تلك الومضات الإنسانية السريعة التى تراها عدسة شعث دون أن يلحظها غيرها: هنا حديث عفوى تملؤه الضحكات بين سيدتين فى عالمهما المنزلى. وهنا حضن الأمومة فى تحلق أطفال حول أمهم، أما صورة الزفاف التقليدية التى نعرفها للعروسين، فتلتقطها الفنانة فى مشهد حميمى دال يحمل فيه العريس باقة الورد، بينما تضبط وتعدل العروس من هندامها. «إنها لحظات ما قبل أو ما بعد الحدث الرسمى المُنتظر، والتى عادة لا ُتحفظ فى ألبوم، ولا ُتنشر فى صحيفة»، كما تفسرها الفنانة الفلسطينية والتى اختارت عنوانا لمعرضها الذى سيفتتح 2 ديسمبر «خارج الألبوم». أما مكان العرض فتخرج به أيضا الفنانة عن السرب، مبتعدة عن قاعات العرض الرسمية لتحتل مجموعة صورها الفوتوغرافية البالغة 35 عملا أحد البيوت فى 3 شارع أحمد حشمت ولمدة أسبوع، حيث اعتبرت أن مشاهدة الأعمال فى مكان سكنى يتناسب ويتكامل مع حميمية اللقطات، ومع توثيق الحياة اليومية للبشر العاديين. وترى شعث أهمية إيجاد أماكن بديلة للعرض لأن المصورين الذين يقومون بالتصوير التوثيقى لا ينالون حقهم العادل فى العرض، بالإضافة إلى قلة الفرص المتاحة لعرض هذه الأعمال فى الصحف التى تصب اهتمامها على الصور الإخبارية ونجوم المجتمع. ورغم نجاحها عبر مشوارها فى التصوير الفوتوغرافى وإقامتها العديد من المعارض فى مصر والخارج واشتراكها بمجموعة من هذه الأعمال فى بينالى القاهرة الدولى القادم، إلا أن شعث التى تترأس مجموعة من شباب المصورين المهرة بجريدة الشروق قررت أن تبدأ بنفسها لتحفز أجيال المصورين النابغين على أرض المحروسة.