«هل أصبح الأهلى على أعتاب سنين عجاف جديدة كما هى العادة فى بداية كل عشر سنوات؟.. فى بداية التسعينيات كان الأهلى يمر بمرحلة انعدام وزن وتغيير الجلد والدماء، واستمرت هذه المرحلة ثلاث سنوات فاز خلالها الزمالك ببطولة الدورى مرتين والإسماعيلى مرة وبعدها عاد الأهلى الجديد يفرض سيطرته على البطولة وعلى الساحة الكروية واستمر على سيطرته لنهاية التسعينيات وعندها بدأت مرحلة جديدة من عدم التوازن وتغيير الجلد ولذلك ومع مطلع الألفية الثالثة غاب الأهلى وظهر الزمالك والإسماعيلى ففاز الزمالك بالبطولة ثلاث مرات والإسماعيلى مرة!.. وها نحن فى مطلع السنوات العشر الجديدة ونرى المؤشرات تتجه نحو مرور الأهلى بنفس المرحلة، مرحلة الانسلاخ من جيل ومولد جيل جديد وبالتأكيد لن يتم ذلك بين عشية وضحاها وكأنها ظاهرة فلكية ودورة شمسية؟!.. الناظر إلى مستوى الأهلى هذا الموسم يجعله يتأكد أن الأهلى بالفعل مقبل على هذه المرحلة.. المستوى ضعيف والأداء متواضع والفوز يأتى بطلوع الروح وبمساعدة المنافسين وروح اللاعبين تبدو وكأنها تحلق فى عالم آخر، عالم الماديات». الفقرة السابقة هى جزء من مقالى على هذه الصفحات منذ أسبوعين.. المؤشرات كانت واضحة وكلها تؤكد أن هناك شيئا ما خطأ فى منظومة الفريق.. قد يكون الخطأ فى منظومة الجهاز الفنى وكيفية إدارته للمباريات وتعامله مع اللاعبين، وقد يكون فى منظومة اللاعبين أنفسهم والذين أصبح معظمهم موجودين داخل الفريق والملعب بأجسادهم فقط فى حين تركوا عقولهم تنشغل بأمور أخرى وتاهت منهم روح الفانلة الحمراء فى ظروف غامضة لم يتم العثور عليها حتى الآن رغم كثرة البلاغات المقدمة من الجماهير والنقاد.. وقد يكون الخطأ فى منظومة الإدارة وتحديدا فى لجنة الكرة التى يبدو أنها شاخت أفكارها أو قل اهتمامها أو انعدمت فائدتها.. وقد يكون الخطأ فى كل هؤلاء معا.. المهم أن هناك خطأ وصل بالأهلى إلى هذا المستوى والحال بعيدا عن النتائج والأرقام التى تقول إن الأهلى مازال بعافيته ومازال أحد أهم المرشحين للبطولة ويكفى القول إنه لو فاز فى مباراتيه المؤجلتين أمام الاتحاد والحدود لأصبح متساويا مع الزمالك فى نفس رصيد النقاط كما أن الأهلى فى الدور الثانى سيلعب مع الإسماعيلى والاتحاد وبتروجت والجونة بالقاهرة، ولابد أن نضع ذلك فى الاعتبار ونحن نتحدث عن فرص المنافسة على البطولة!.. هذا الأداء السيئ والمتواضع رغم كثرة النجوم والمواهب له أسبابه وبالتأكيد الكل يتحمل المسئولية ولكن بنسب متفاوتة.. ورغم أن الكثيرين يحملون حسام البدرى المسئولية ويقولون إنه السبب فإننى أعتقد أن النسبة الأكبر يتحملها اللاعبون أو غالبيتهم لأن هناك من يؤدى ما عليه ويبذل أقصى جهده مثل وائل جمعة وشريف عبدالفضيل ومحمد ناجى جدو وأحمد حسن قبل أن يغيب للإصابة!.. اللاعبون فقدوا أهم ما كان يميزهم عن غيرهم وما كان الإعلام دائما يشير إليه ويتغنى به ألا وهو روح الفانلة الحمراء، وقد تخلوا عنها لأنهم انشغلوا بالماديات ولا يمكن للروح أن تعيش فى عالم الماديات!.. اللاعبون فقدوا سلاح القتال من أجل الفوز لآخر نفس وهو سلاح فعال كان الأهلى يمتلك منه الكثير وكان سببا فى الفوز فى مباريات عديدة وفى اللحظات الأخيرة حتى رغم تواضع المستوى!.. النسبة التالية تتحملها لجنة الكرة التى لم تعد تعطى كل اهتمامها للفريق ربما لانشغال حسن حمدى والخطيب بالأعمال الخاصة!.. هذه اللجنة التى جاءت بلاعبين لا يحتاجهم الفريق مثل شوقى وغالى وتركت آخرين كان الفريق فى أشد الاحتياج لهم مثل جيلبرتو وتركت متعب ثم عادت وأتت به بعد دفع غرامة كان يمكن توفيرها من البداية ومنح قيمتها للاعب!.. وفى المرتبة الثالثة يأتى مدير الكرة الذى لم يوفر الأجواء المناسبة للجهاز الفنى للتركيز فى عمله الفنى وظهرت مشاكل اللاعبين على السطح وزادت تصريحاتهم وتصرفاتهم وانفلت الحبل!.. ثم يتحمل البدرى كمدير فنى الجزء المتبقى لأنه هو الذى يقود العربة وهو الذى من المفروض أن يكون قادرا على التحكم فى عجلة قيادتها وعلى دراية بالطريق الذى يسير فيه.. نعم اقتلوا حسام البدرى أو اطرحوه فى غيابة الجب ولكن قبل أن تفعلوا حاكموا الآخرين!