يبدو ان التاريخ يعيد نفسه بنفس الصورة والسيناريو مع نادي الزمالك ، فبالعودة بالذاكرة للوراء عشر سنوات بالضبط سنجد ان الزمالك استهل بداية التسعينيات بالفوز ببطولة الدوري مرتين متتاليتين مع ديف مكاي المدرب الاسكتلندي الذي كان يتولي المهمة في هذه الفترة وقدم افضل مستوي كروي معه ، ثم اختفي من على الساحة المحلية حتي بداية الالفية الجديدة. وبعد سبع سنوات عاد الزمالك للبطولات المحلية وفاز بالدوري ثلاثة مرات في اخر اربعة مواسم حتى خسرها هذا الموسم الذي سيطر عليه الاهلي منفردا بعيدا عن كل منافسيه وكل المؤشرات تشير الي ان الاهلي سيسيطر مرة اخري علي الساحة الكروية المحلية لسنوات طوال مقبلة خاصة وانه يمتلك كل المقومات لذلك.
"المشكلة الحقيقية التي ستواجه نادي الزمالك في الفترة المقبلة ان ادارة النادي التي ستحاول اعادة بناء الفريق ولن تجد امامها لاعبين اكفاء قادرين على انتشال الفريق من مأساته". واذا كانت مؤشرات الاهلي تؤكد ان فريقه سيعزف منفردا في المواسم المقبلة ، فإن المؤشرات الزملكاوية تشير الى ان فريقه الاول لكرة القدم لن يعود قريبا للمنافسة علي بطولة الدوري المحلي خاصة ان الفريق يمر بمرحلة صعبة للغاية واتضح ذلك من المستوي الذي ظهر به الفريق هذا الموسم الذي يحتل فيه الفريق المركز الخامس في بطولة الدوري حتي الان وقد يهبط الفريق لمركز اقل من ذلك في الاسابيع القليلة المقبلة قبل نهاية الموسم. المشكلة الحقيقية التي ستواجه نادي الزمالك في الفترة المقبلة ان ادارة النادي التي ستحاول اعادة بناء الفريق عقب اجراء الانتخابات في ستجري في بداية شهر ابريل المقبل لن تجد امامها لاعبين اكفاء قادرين على انتشال الفريق من مأساته في ظل ضعف عدد اللاعبين المميزين في فرق الدوري المحلي الذين لا يزيد عددهم علي خمسة لاعبين علي اقصي تقدير وكلهم يلعبون لفرق من الصعب الاستغناء عنهم. إذا كان الزمالك قد خسر بطولة الدوري العام حتي الان فإنه من الصعب المنافسة بقوة علي بطولتي كأس العرب وافريقيا بالاضافة الي بطولة كأس مصر واحتمالات الخروج من تلك البطولات اكبر من احتمالات الفوز بها ، وعلي جماهير الزمالك العريضة ان تهدأ قليلا لأن مستوى الفريق لا يؤهله للفوز بالبطولات حاليا ولا تتعب اعصابها كثيرا لأن "ربنا عرفوه بالعقل" ، وكرة القدم امكانيات قبل كل شيء والزمالك لا يمتلك تلك الامكانيات في الوقت الحاضر والمستقبل القريب علي الاقل!