إنتاج الدراما لا يتوقف فقط على مسلسلات النجوم من أصحاب الأجور العالية، بل يوجد نوع آخر من الأعمال التى يعتمد منتجوها بشكل أساسى على عناصر فنية أخرى غير أسماء النجوم، وهؤلاء المنتجون ينظرون لتراجع أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن شراء ودعم أعمال النجوم بنظرة مختلفة، ويرى بعضهم أنه سيساهم فى إحداث حالة من الرواج لمسلسلاتهم التى تنظر لها الكثير من القنوات باعتبارها مسلسلات الدرجة الثانية. يؤكد المنتج عمرو قورة أن تراجع التليفزيون دعم مسلسلات النجوم سيفتح الباب أمام مسلسلات محدودة التكلفة مثل «أبواب الخوف» و«الجامعة»، وهى التى لا تعتمد على نجوم يتقاضون مبالغ كبيرة كأجور. وقال إن التركيز الأكبر فى مثل هذه الأعمال يتجه للموضوع الذى يأخذ معظم الميزانية، ورغم ذلك لا يتجاوز ما يتم صرفه على الموضوع نصف ما يتقاضاه نجم واحد فقط وفق ما يتردد فى عالم أجور النجوم. وأعرب قورة عن اعتقاده بأن التركيز على مثل هذه الأعمال من الممكن أن يلعب دورا فى تهدئة أسعار النجوم المرتفعة لسبب بسيط. وقال: «لابد أن يراجع النجوم أنفسهم، ولابد أن يتم وضع سقف محدد لكل عمل، فمسلسلات بالشمع الأحمر وحكايات بنعيشها العام الماضى لم تحصد الإعلانات المنتظرة منها، وليس معنى أن مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة حقق نسبة مشاهدة عالية بأن أعطى غادة عبدالرازق 11 مليونا، وكل تلك الأمور تؤكد ضرورة أن يراجع المنتجون حساباتهم من جديد». أما المنتج محمد أبوالعزم، فيرى أن الفرصة أصبحت متاحة أمام المنتج الصغير فى أن يعلن عن نفسه وإمكانياته، ويفتح الطريق أمام عودة المنتج صاحب الخبرة الذى على دراية بآليات العملية الإنتاجية ويعرف جيدا كيف يحدد الأجر المناسب لكل نجم. وقال: «ليس شرطا أن يكون المنتج صاحب ملايين ولكن لابد من التمتع بالخبرة التى تمكنه من إدارة العمل بشكل متوازن، لأن المنتج الذى ينظر للمسألة على اعتبار أنها مالية فقط يتسبب فى انهيار صناعة الدراما، ومن المؤكد أنه سيتسبب فى خسارة لنفسه لاحقا، وللأسف أصبح هناك الكثير من الدخلاء على مهنة الإنتاج الدرامى، ومثلما تسببت أجور النجوم المرتفعة جدا فى انهيار صناعة السينما فإنها قد تتسبب فى انهيار الدراما أيضا، وذلك بسبب بعض المنتجين الذين لا يعون خطورة ما يفعلونه». وأضاف: «كان لابد من تدخل جهة ما لتضع الحدود لتلك الأرقام الفلكية المستفزة، التى تتسبب فى خراب العملية الإنتاجية كلها لأن كل العاملين وصولا لعامل الإضاءة سيطالبون أيضا برفع أجورهم، كما أنها تتسبب فى صعوبة التسويق، لأنه ليس معقولا أن يبيع المنتج بسعر أقل مما دفعه فى العمل». و يتساءل ابوالعزم: «يعنى إيه فنان يرفض تخفيض أجره، ويفضل أن يتحول إلى متفرج فقط؟!، ومن المهازل التى نمر بها هذه الأيام أننى سمعت مؤخرا أن هناك فنانة ما كانت تتقاضى العام الماضى 600 ألف جنيه، وجدناها تطالب الآن ب 4 ملايين جنيه، وللأسف النجوم ليسوا مدركين أنه إذا سقطت صناعة الدراما فهم أيضا سينهارون معها، ولو أن هناك نجما ظل جالسا فى بيته أكثر من عام من غير عمل فإنه سيضطر إلى تخفيض أجره». ومن ناحيته، أبدى المنتج أمير شوقى تضرره من ارتفاع أسعار النجوم المبالغ فيها والتى تتضح عواقبها لاحقا فى التسويق، واتفق مع أبوالعزم فى أن هذا القرار كان لابد من حسمه من قبل بل إنه جاء متأخرا، وأشار «كثير من المنتجين الصغار سيجدون فرصة أكبر فى أعمال قليلة أو متوسطة التكلفة، والتى ستجد فرصتها بشكل أكبر فى ظل انحصار مسلسلات النجوم».