اتهامات تطارد اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأنه وقف وراء الارتفاع الكبير لأسعار النجوم، وأن رئيسه المهندس أسامة الشيخ عندما فتح الباب لشراء كل الإنتاج الدرامى المصرى، وسعى لاختيار أعمال متوجة بأسماء النجوم الكبار مثل يسرا وإلهام شاهين ونور الشريف ونادية الجندى وغيرهن فتح بذلك مساحة أكبر أمام رهان شركات الإنتاج على النجوم، وبالتالى ارتفعت بورصة الأجور بشكل يعتبره النقاد والمتابعون لحركة الإنتاج الدرامى مبالغا فيها جدا. اعترف أسامة الشيخ باعتماده على أسماء النجوم، وبرر ذلك بأن أعمال النجوم تحقق إعلانات يستطيع من خلالها الاتحاد استعادة الأموال التى ينفقها على الشراء، فضلا على أنها أعمالا تحظى بمشاهدة عالية، وهى مطلب للجمهور، وأضاف أن النجوم بالضرورة لديهم أسماء وتواريخ تجعلهم يقلقون عليها، ومن هنا فإن النجم لن يختار عملا دون المستوى لأن هذا يسىء لتاريخه الفنى، وهذا يفرض عناصر الجودة على كل عناصر العمل، بداية من النص ومرورا بالإخراج والديكور وأماكن التصوير وحتى معدات التصوير والصوت والفنيين. وأوضح الشيخ أن عملية الشراء بالنسبة له عملية تجارية لتحقيق أرباح مادية، ولكن هناك أعمالا أخرى تعتمد على النص الجيد والإخراج الجيد وفنانين أقل فى النجومية، وقال إن دور التليفزيون المصرى أن يقدم مختلف الأذواق. ونفى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يكون قد ألغى لائحة الأجور فى قطاع الإنتاج، وقال: «فقط رفعنا الأجور لأنها لم تكن مرضية للفنانين، فضلا عن أننا فى سوق مفتوحة، وهناك آليات لا يجب أن نقف بعيدا عنها بشكل كبير، وبعد أن رفعنا سقف الأجور أصبح أغلى نجم يحصل على مليون ونصف المليون، ومن هنا فنحن نتعامل مع الفنان الذى يرى أن الأجر يناسبه أو أنه تكون لديه الرغبة للمشاركة فى هذا العمل. وأكد الشيخ أنه لا يشترى إلا العمل الذى يراه إضافة إلى الشاشة وأن سعره لا يشكل عبئا كبيرا على ميزانيات الاتحاد، مشيرا إلى رفضه شراء مسلسل «شيخ العرب همام» ليحيى الفخرانى بعد أن طلب منتجه ما يزيد على 50 مليون جنيه نظير عرضة على الشاشة، بينما اشترى حقوق العرض الحصرى فى مصر لمجموعة من المسلسلات لنجوم مثل يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى وجمال سليمان وشريف منير وجمال سليمان وداليا البحيرى وخالد الصاوى وعمرو سعد، وهم النجوم الذين سينفرد بهم التليفزيون المصرى، إضافة إلى عرض مسلسلات أخرى بالتزامن مع قنوات أخرى مثل مسلسل نادية الجندى. فيما أشار الشيخ إلى أنه اشترى 26 مسلسلا كانت مشروعاتها قد تم ترتيبها كاملة، وبعضها كانت فى التصوير، وهذا يعنى أننا اشترينا بعد تعاقد المنتجين مع نجوم المسلسلات. من جانبها عقبت المهندسة راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج، وقالت إن النجم ليس كل العمل وأن المسلسل به عناصر أخرى مثل النص والديكور والمونتاج وأماكن التصوير، وكلها عناصر خضعت لزيادة جنونية خلال الأعوام الأخيرة، وأصبح كل منتج بمفرده لا يستطيع تحمل مخاطر العمل، الذى يقوم بتصويره لأن الخسائر قد تكون فادحة، ومن هنا ظهرت التكتلات بين أكثر من شركة، وهو الأسلوب الذى يلجأ له قطاع الإنتاج عندما يريد نجما معينا فى أحد أعماله، حيث يتم الإنتاج بنظام المنتج المشارك، الذى يتيح للمنتج التفاوض مع النجوم وتحديد الأجر ثم يتم اعتماده من قطاع الإنتاج فى ميزانية العمل ككل، ولكن القطاع لا يستطيع الإنفاق على مسلسلات النجوم فى ظل ارتفاع بورصة الأجور إلى هذا الحد. فيما حذر مسئول فى صوت القاهرة من الارتفاع غير المحسوب فى أسعار النجوم، التى ستنعكس بالضرورة على باقى عناصر العمل، وهو ما سينعكس سلبا على مستوى الدراما، حيث سيتصاعد أسعار المسلسلات إلى الحد الذى سيجعل القنوات تحجم عن شرائها، وأكد المصدر أن الارتفاع المبالغ فيه فى أجور النجوم ينذر بانهيار الصناعة على المدى القريب.