عكست تصريحات زعماء العالم أمس عمق الخلافات بين الدول الأعضاء فى مجموعة العشرين، التى تنبع من بحث كل منها عن تحقيق مصالح خاصة، عبر حزمة إجراءات تخدمها بغض النظر عن ما يمكن أن تؤدى إليه تلك الإجراءات من مخاطر على باقى الدول. وهذه الحالة دفعت كثيرا من المحللين وزعماء الدول ليبدو حالة من عدم التفاؤل بشأن وجود إمكانية توصل مجموعة العشرين فى مؤتمرهم الذى بدأ مساء أمس فى عاصمة كوريا الجنوبية سول، إلى اتفاقات محددة تستطيع تلك الدول بها أن تعالج اختلال الاقتصاد العالمى والمعاملات التجارية بسبب مشاكل حروب العملات. وكانت تصريحات رئيس منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية الاستثناء الوحيد من حالة عدم التفاؤل، حيث قال إن استراتيجية عالمية جديدة للتنمية سيجرى الكشف عنها خلال قمة مجموعة العشرين تمثل «قفزة كبيرة للأمام». ولم تفوت أمريكا فرصة كالعادة فى نقد الصين التى تحافظ على خفض عملتها مما يؤدى إلى إخلال المعاملات التجارية المختلفة، وقال وزير الخزانة تيموثى جايتنر إن الصين لا يمكنها الاستمرار فى مقاومة ضغوط السوق الصعودية على عملتها اليوان دون أن تواجه ارتفاعا فى التضخم وأسعار الأصول. وفى مقابلة مع تليفزيون سى.ان.بى.سى فى سول أعرب جايتنر عن اعتقاده فى أنه تم إحراز تقدم فيما يخص موضوع العملة الصينية وقال إن السلطات فى بكين ترى أن من الضرورى السماح باستمرار عملية ارتفاع سعر العملة. لكنه أضاف «إذا قاومت قوى السوق التى ما هى إلا انعكاس للثقة فى تحقيق نمو قوى فى الصين.. نمو قوى فى الإنتاجية فى الصين.. إذا قاومت هذه القوى فإن ذلك لن يؤدى لزوال الضغط». وتواجه أمريكا مؤخرا نفس الانتقادات التى توجهها للصين، خاصة بعد إعلانها عن شراء سندات قيمتها 600 مليار دولار، فى إطار محاولات لدفع النمو الاقتصادى، مما أدى إلى تراجع قيمة عملتها الدولار، وقال باراك أوباما الرئيس الأمريكى متجاهلا تلك الانتقادات، إن دول مجموعة العشرين تدرك أن النمو الأمريكى مهم للاقتصاد العالمى. وأضاف متحدثا عن الاقتصاد الأمريكى «الشىء الأهم على الإطلاق الذى يمكن أن نفعله لمعالجة الديون والعجز هو أن ننمو». ورغم أن روسيا لم توجه اتهاما إلى دولة بعينها، إلا أن مصدرا من الوفد الروسى المشارك فى قمة مجموعة العشرين قال إن بلاده تشعر بالقلق لان الاقتصاد العالمى «غير مستقر وغير متوازن» ولأن بعض الدول تخفض عملاتها لتحفيز النمو. وأشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أنها لن تقبل فرض مستويات رقمية للاختلالات فى موازين المعاملات الجارية أثناء قمة مجموعة العشرين فى سول. وأضافت ميركل فى نص كلمتها التى ستلقيها فى وقت لاحق فى اجتماع قمة المجموعة «من أجل نمو قوى ومتوازن من الضرورى خفض الاختلالات العالمية فى المعاملات الجارية للدول». وتوقع خبراء لصحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، أن ينتهى مؤتمر مجموعة العشرين دون وضع خريطة محددة، وقال إيسوار برايساد مدير عام فى صندوق النقد الدولى، إن القمة ستركز على الخطوط العريضة