نفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، بشكل قاطع، إجراء أية لقاءات سرية أو علنية مع قيادات "الشاباك" الإسرائيلي في مدينة جنين المحتلة. مؤكدتان أن الفبركات الإسرائيلية بهذا الشأن تهدف إلى التشويش على المصالحة. وكانت صحيفة "هاآرتس" قد ذكرت -في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) التقى مؤخرًا قيادات من حماس والجهاد في مدينة جنين بشكل سري. وادعت الصحيفة، أن السلطة الفلسطينية قدمت قبل عدة أيام شكوى إلى حكومة الاحتلال على خلفية هذه المباحثات التي بدأت قبل نحو 10 أيام. وأشارت إلى أن عناصر الشاباك اجتمعوا بالتحديد مع وزير شؤون الأسرى السابق، وصفي قبها، الذي يقطن في مدينة جنين، وفضل بشناق، الذي يترافع عن أعضاء حماس في المحاكم، وخضر عدنان، القيادي في الجهاد الإسلامي من قرية عرابة. وأضافت "هاآرتس"، أن الاجتماعات كانت تجري في منازل القيادات في ساعات متأخرة من الليل، بعد طمأنتهم بعدم التحضير لاعتقالهم. وأن تلك الاجتماعات لم تكن الأولى التي يعقدها "الشاباك" الإسرائيلي مع قادة حماس والجهاد الإسلامي السياسيين بالضفة الغربية؛ حيث سبقها عدة اجتماعات، كان الهدف منها لجم تحركاتهم وتحذيرهم من إبداء الدعم للأجنحة العسكرية. واعتبر قبها -في تصريح نقلته إذاعة "صوت القدس" من غزة، اليوم الثلاثاء- أن هذه المعلومات مغلوطة وعارية عن الصحة، ومحض افتراء، وأن ما أوردته الصحافة الإسرائيلية لا يهدف سوى إلى التشويش على مجريات المصالحة الفلسطينية. وقال: "إن ما تم لم يكن لقاءات، بل اقتحامات، ودون تحديد موعد، وقسرا ومن غير إرادة منا. وأننا لسنا من يلتقي قيادات الاحتلال، وينسق معهم ويسعى لذلك. فاللقاءات من وجهة نظرنا مرفوضة وغير مرحب بها". وتابع: "إن اقتحام بيتي أواخر أكتوبر الماضي تم خلاله نشر الخوف والذعر بين أوساط الأهالي في المنطقة التي تم اقتحامها. وقامت عناصر المخابرات بالتحقيق معنا والاستفسار عن حماس، ووضعها في الضفة وجنين وعلاقتها المتوترة والمأزومة مع السلطة". وأوضح قبها، أن توقيت نشر الخبر اليوم بهذه الصورة يستهدف التشويش على لقاءات المصالحة، المزمع عقدها اليوم بين حركتي حماس وفتح في دمشق. ومن جانبه، نفى الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بشكل قاطع ما نقلته صحيفة "هاآرتس". وقال: إن ما حدث معه خلال اقتحام بيته أواخر أكتوبر الماضي لا يعدو كونه اقتحاما واستجوابا، قامت به قوة من جيش الاحتلال ومخابراته. وأضاف: "لقد رفضت الانصياع لابتزازهم والإجابة على أسئلتهم؛ حيث غادرت قوة الاحتلال في حالة غضب، وهم يتوعدونني ويتهددونني بالاعتقال".