55 مليون جنيه هى تكاليف زفاف هيفاء وهبى، وربما أكثر.. بالنسبة لنا الرقم ضخم لأنه على أرض الواقع قد يسهم فى زفاف نحو 10 آلاف شاب وشابة. أى أنه يفتح 10 آلاف بيت، وأسرة جديدة. لكن لأن الفرح، فرح هيفاء فالرقم لم يلتفت إليه أحد. فالأمر هنا لا يعنيهم فى شىء لأن أعينهم، وعقولهم فى شىء آخر. الكل يسبح فى خياله.. متخيلا مشهد الزفاف الأخير. حضرت يسرا وشيرين ونجوى كرم ونوال الزغبى وعمرو دياب لم يحضر، وكذلك إليسا ونانسى عجرم كل هذا لا يهم.. من حضر حضر، ومن غاب غاب. كل هذه الأمو غير ذات أهمية فى هذا الموقف المهيب زفاف هيفاء. الشارع العربى بأكمله انشغل بهذا الأمر بدرجة مفجعة، ومدهشة. والكل الآن منتظر تسريب فيلم الفرح أو أضعف الإيمان الصور. الكبار والصغار يتهافتون وسال لعابهم لكى يروا جسد هيفاء، وكيف كان وهو ملفوف بفستان الفرح. والكل يتساءل متى ستظهر الصور؟ الشىء الغريب أن هيفاء مكتوب عليها كفنانة وإنسانة أن ينشغل المحيطون بها من الجماهير بجسدها. فهى منذ ظهورها الفنى لم يتحدث أحد عن سوء أدائها الغنائى أو كلمات الأغنية أو اللحن. لم ينشغل أحد بفنها. والدليل أن جماهيريتها لم تتحقق سوى فى عالم الأغنية المصورة. لذلك فهى مطلوبة فى عالم القنوات الغنائية بأعلى سعر. ولولا الملامة لتعاقدت معها شركة الإنتاج على مستوى الأغنية المصورة فقط. لأنها عمليا صوت لا يصلح للغناء. والعيوب تغطى الحنجرة. ورغم ذلك فالمنتج مرغم على احتكار صوتها من أجل رشاقتها. والشىء الذى يدعو للدهشة أن الملايين تلقى أسفل قدميها فى الوقت الذى تعانى فيه أجيال كاملة من الركود، والتجميد. لا لشىء سوى أنهم لا يملكون هذا القوام، ولا يستطيعون الإغراق فى العرى، الذى ربما تراه هيفاء شيئا عاديا. على اعتبار أنه رأس مالها. لكننى أشعر بالشفقة على تلك الفنانة التى ربما يتحول هذا الأمر بالنسبة لها إلى أزمة، ونقمة فى المستقبل. خاصة أن عالمنا العربى دائما لا ينجب نجوما تتحمل مثل هذه الصدمات. فالنجم أو النجمة يعتقد أنه سيظل فى دائرة الضوء إلى النهاية. ويحضرنى مشهد للسيدة فاطمة رشدى مع الفارق الكبير بين هيفاء وبينها فنيا، فى آخر أيامها كنت قريبا منها. وكنت أشاهد فيها بقايا سيدة جميلة، وهى لم تكن مصدقة تلك النهاية التى أصبحت عليها. لذلك أشعر أن هيفاء ظلمتها الأجواء المحيطة بها. ولأنها محدودة الموهبة اضطرت أن تواصل مشوارها بالطريقة التى يريدها الآخرون. الكرة الآن فى ملعبها، تستطيع أن تغير من مفاهيم الناس عنها، قبل أن تتحول إلى مادة للسخرية كما حدث مع أخريات.