يتوافر للجراثيم والميكروبات أفضل مناخ ممكن يساعد على انتشار عددها واتساع رقعة نشاطها فى مواسم الحج والعمرة. الزحام الشديد والمبيت فى خيام أو أماكن ضيقة نسبيا قد تغيب فيها معايير النظافة الكافية. أيضا اختلاط الجنسيات المختلفة القادمة من كل أنحاء المعمورة على اختلاف ظروفها المناخية والبيئية. إلى جانب ما يجتهد الإنسان فى بذله من طاقة فى أداء المناسك الأمر الذى يتأثر به جهازه المناعى خصوصا لدى كبار السن أو من يعانون أمراضا مزمنة كمرضى القلب والسكر. التهاب السحايا (أغشية المخ) أو الحمى الشوكية وحمى الضنك والإنفلونزا وإن كانت أهم الأمراض التى قد تفتك بالإنسان إذا انتشرت فى شكل وباء فإنها ليست وحدها التى تمثل خطورة على الإنسان. هناك العديد مما يهدد حياة الحاج من أمراض: التسمم الغذائى، عدوى فيروسات الكبد وفقا لطريقة انتقال العدوى خاصة فيروس التهاب الكبد الوبائى (A) الذى ينتقل عن طريق الماء أو الطعام الملوث. أيضا (B) ، (C) عن طريق أمواس الحلاقة وإبر الحقن وفرش الأسنان وفيروس الإيدز الذى ينتقل بذات الطريقة. التهاب السحايا (الحمى الشوكية) Meningitis إصابة أغشية المخ بأى ميكروب يسبب التهابها الأمر الذى يعرف بالتهاب السحايا وعلى الرغم من حدوثه فى الأحوال العادية بصورة أكبر لدى صغار السن فإنه عند انتشاره فى الحج يصيب الكبار من الرجال خاصة ويصبح حامل الميكروب والمريض مصدرا لنقل العدوى وسببا فى انتشارها. قد يسبب التهاب السحايا أحد الفيروسات أو البكتيريا التى يصاب بها الإنسان بداية فى أى مكان مثل التهاب الجيوب الأنفية أو الأذن أو الزور ثم ينتقل عبر الدم إلى أغشية المخ فيلهبها. الإصابة البكتيرية أكثر خطورة من الإصابة بالفيروس الذى غالبا ما يتعافى الإنسان منه، أما الإصابة البكتيرية فالشفاء منها أمر نادر الحدوث. أهم الميكروبات المسببة لالتهاب السحايا Hemophilus influeza lype B and streptococcus pneumonia (Pneumococcus) and Neisseria meningitids (meningococcus. ثلاثة ميكروبات ضارية هى فيروس ب للإنفلونزا والعقدية الرئوية والبكتيريا السحائية. ● تنتقل عدوى التهاب السحايا بواسطة إفرازات الأنف والحلق من حامل الميكروب الذى لم تظهر عليه الأعراض أو المريض الذى ظهرت عليه الأعراض بالفعل، العطش والسعال وتداول استعمال المناشف والفوط والأدوات أهم طرق انتقال العدوى ونشرها. ● الوقاية من العدوى تبدأ بضرورة تعاطى اللقاح الذى يحقق مناعة قد تتعدى نسبة 95٪ فى مواجهة الإصابة. ● أعراض الحمى الشوكية واضحة وقاسية تبدأ بانفجار الحمى وارتفاع درجة الحرارة والصداع القاسى وتصلب الرقبة وعضلات الظهر والكتفين. التضرر من الضوء علامة مميزة للإصابة بالتهابات السحايا. الطفح الجلدى الداكن والإعياء المستمر الذى قد يصل إلى حد غياب الوعى والتوهان ثم الدخول فى غيبوبة. الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسى تعد الإنفلونزا الموسمية بأنواع فيروساتها الثلاثة (C,B,A) خصوصا بعد أزمات إنفلونزا الطيور والخنازير التى شغلت العالم لأعوام من أهم الأخطار التى يجب أن تستنفر جهود برامج الوقاية منها. من المعروف أن الفيروس المسبب للإنفلونزا ينتشر فى ثلاثة أنواع: الأول (A H3N2 وH2N2 وH1N1) الذى ارتبط بإنفلونزا الخنازير ثم (B) أو فيروس الإنفلونزا الموسمية الخطير ثم (C) الذى يرتبط بتفشيه فى احداثيات محدودة. يجب أن يتناول الحاج هذا العام اللقاح الذى تم تحضيره حديثا والذى يحقق المناعة من إنفلونزا الخنازير، والإنفلونزا الموسمية السلالة B والسلاسة H2N2 من النوع A أيضا. التطعيم يؤخذ فى صورة حقنة واحدة. الوقاية من أمراض الجهاز التنفسى عامة ومنها الإنفلونزا تبدأ بتفادى الزحام الأمر الذى يبدأ من المطارات والطائرات، ولن يتوافر فى الحج على الإطلاق لذا يحسن على الأقل ارتداء الأقنعة الطبية خلال أداء المناسك والاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة كغسل اليدين كلما كان ذلك متاحا وتجنب الرذاذ وتهوية أماكن الإقامة وتفادى استخدام أدوات الغير. حمى الضنك Dengue Fever حمى الضنك حمى فيروسية حادة يسببها فيروس شرس تعرف من أنواعه أربع سلالات الإصابة بإحداها يحمى جزئيا من الإصابة بالأنواع الأخرى.. اختلاف أنواعه يسفر عن اختلافات فى الأعراض وبالتالى مصير المريض والمرض.. الحرارة المرتفعة والصداع القاسى وآلام العضلات والنزيف وقلة عدد الصفائح الدموية والصدمة أعراض تتفاوت وفقا لنوع الإصابة التى تلعب البعوضة فى نقلها دورا مهما. ● إذا تطور الأمر لمرحلة الصدمة فانتقال المريض لغرفة العناية المركزة أمر محتمل.. الأعراض التى من أهمها النزيف وازدياد تركيز الدم وضعف النبض وتراجع قراءات ضغط الدم. ● الوقاية من لدغات البعوض بكل الطرق الممكنة مثل استعمال الناموسيات المعالجة بالمبيدات أو الأقراص الطاردة للبعوض والتى ينتج من استعمالها غازات ورائحة مميزة. استعمال الزيوت والكريمات الخاصة لدهان الوجه واليدين والأماكن المعرضة للدغ البعوض. إرشادات صحية عامة أثناء تأدية المناسك ● يجب أن يحتفظ كل حاج بحقيبة صغيرة لا تفارقه تحوى الإسعافات الأولية مثل الشاش المعقم ومطهر ومضاد حيوى ويفضل فى صورة رشاش سريع الاستعمال إلى جانب الشرائط اللاصقة لتثبت الشاش. ● بعض مسكنات الألم والمغص وعلاجات الإسهال، مضادات السعال وطارد للبلغم. مضاد حيوى، كريم لعلاج الحروق وآخر ملطف للالتهابات أو باسط للعضلات وآلام الروماتيزم إلى جانب الأدوية اللازمة لعلاجه باستمرار. ● شرب الماء النقى على مدار النهار. ● عدم استعمال أدوات الغير واستخدام موس جديد دائما للحلاقة خاصة إذا ما اضطر الإنسان للحلاقة على يد حلاق. مع مراعاة التخلص من الموس خشية أن تطأه قدم إنسان آخر. ينسحب الأمر أيضا على الحقن المستخدمة مثل إبر الأنسولين أو غيرها. ● تجنب الأطعمة المكشوفة وقد يحسن دائما استعمال الليمون الأخضر سواء بإضافته للطعام أو إضافته للماء. حج مبرور وذنب إن شاء الله مغفور وعودة سالمة فى صحة وافرة.