كان إبراهيم، تلميذ أكبر مدرسة خاصة للغات بالإسماعيلية، يحضر حصة العربى فى مركز دروس خصوصية غير مرخص، عندما خاض تجربة «الضرب بالشومة» على يد أستاذه، عقابا على دوشة الفصل، المدرس كان يقوم بتصحيح الواجبات، فى حين انشغل جميع الطلاب وعددهم نحو 30 طالبا بالكلام معا. وعندما ارتفع أصوات الطلاب داخل الحصة الخاصة، رفع المدرس وجهه عن الكشاكيل ووقعت عيناه على إبراهيم وصديقه، قام بضرب صاحبى وبعدين راح جاى نازل عليا بالشومة، أصيب إبراهيم بكدمات وجروح واضحة فى يده وساقه وصدره وقوة الضربة كسرت لى الساعة يقول الأب إن المدرس أنكر أنه ضرب الابن، وقالى( روح اعمل اللى أنت عايزه). إبراهيم يحصل على دروس خصوصية منذ ثلاث سنوات فى مركز أستاذه، واعتاد أن يراه يضرب المشاغبين بالشومة «أم دبابيس» التى ترافقه دائما فى حصص الدرس الخاص، «سمعنا أنه كسر إيد واحد قبل كده» كما يقول إبراهيم. المدرس الذى يعمل فى مدرسة إبراهيم الخاصة، لا يحمل «الشومة» معه إلى الفصول «علشان ممنوع الضرب فى المدارس» كما يقول إبراهيم. الأب الذى خرج على المعاش وكان يعمل مهندسا زراعيا فى هيئة قناة السويس، حصل على تقرير طبى من المستشفى الجامعى بالإسماعيلية يفيد بأن إبراهيم يحتاج فترة علاج أكثر من 21 يوما، وحرر محضرا برقم 5412 لسنة 2010 جنح قسم شرطة ثالث إسماعيلية، لكن المحضر عاد إلى القسم دون تأشيرة ضبط وإحضار للمدرس المتهم. وعندما رجع الأب سيد إلى مأمور القسم لم يجده «لكن لقيته سايب لى رسالة إنى أروح القسم بالليل علشان يعمل صلح مع المدرس»، لكن سيد يرفض الصلح وقام بإرسال تقرير إلى وزارة التربية والتعليم وينتظر الرد. «المدرس شوه ابنى بالشومة وعايزنى أتصالح معاه؟». كان أحمد زكى بدر قد استنكر فى فبراير الماضى، غياب هيبة المعلم حتى أصبح المدرس على حد تعبيره «ملطشة»، والسبب فى رأيه هو منع الضرب فى المدارس. أظهر تقرير «العنف المدرسى» الذى أصدرته المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة أن حالات العنف التى يرتكبها أفراد العملية التعليمية ضد الطلاب فى المدارس زادت بشكل واضح بعد التصريحات التى أدلى بها الوزير عن أهمية الضرب ودوره فى عودة هيبة المدرس، حيث زادت عدد حالات العنف المنشورة فى الصحف من 3 حالات خلال شهر فبراير، إلى 27 حالة خلال شهر مارس، وهى الفترة التى تلت التصريحات مباشرة. ووصف التقرير الذى رصد حالات العنف فى الفترة من يناير إلى يونيو 2010، أن «العصا» لم تعد الأداة الوحيدة المعروفة فى العنف المدرسى، حيث لجأ المدرسون لاستخدام الأيدى والركل والدفع مع الأطفال كنوع من العقاب بنسبة 29%، وهذا يعد مؤشرا على سرعة انفلات أعصاب المدرسين، وعدم قدرتهم على الضبط الذاتى. كما تصدر المدرس قائمة مرتكبى أفعال العنف المدرسى فى التقرير الذى صدر فى أكتوبر الماضى، بنسبة 46%، يليه الطالب بنسبة تقترب من 29%، ثم الإدارة المدرسية بنحو