بالرغم من تبدل العهود والرؤساء داخل حزب المعارضة «الشرعى» الأكبر لا يزال سكرتير عام حزب الوفد منير فخرى عبدالنور ممسكا فى يده بالكثير من الخيوط، من ترشيحات الحزب لانتخابات الشعب، انتهاء بأزمة منع إعلانات الحزب من التليفزيون. فى مكتبه المزدان بصور زعماء الثورة التى ولد فيها «الوفد» للمرة الأولى قبل 91 عاما (ثورة 1919)، فرض حديث الانتخابات والمرشحين وتدافعهم وصراعاتهم نفسه بقوة، حيث أخذ يدافع عن معايير الحزب فى الاختيار دون أن يستبعد احتمالات حدوث «أخطاء»، معترفا بأن الانتخابات المقبلة «لن تكون مختلفة عن سابقتها فيما يتعلق بسيطرة الدولة المندمجة بالحزب الحاكم عليها» معربا عن عدم ثقته فى الوعود التى يتم ترديدها حول نزاهتها، لكنه تمسك فى المقابل ب«القنوات الشرعية» متمثلة فى «الصندوق الانتخابى» حتى لو كان الطريق أمامه مسدودا. • إلى أى حد أنت راض عن قائمة مرشحى الوفد؟ هى مثل أى قائمة؛ فيها تشكيلة من المرشحين الأقوياء ومتوسطى القوة والمرشحين الذين سيخوضون المعركة لأول مرة، وسيكتسبون من خلالها التجارب التى ستفيدهم فى المعارك المقبلة. • يردد البعض أنه لم تكن هناك معايير واضحة أو مؤسسية للاختيار، فما ردك على ذلك؟ فى اختياراتنا أخذنا برأى لجان الوفد بالمحافظات ومفترض أن تكون اللجان العامة أخذت برأى لجان المراكز لأن أهل مكة أدرى بشعابها. والمعايير التى تم اعتمادها هنا وضعناها هى، أولا: انتماء المرشح للحزب، ثانيا: شعبيته، ثالثا: حسن سيره وسلوكه، ورابعا: قدرته على خوض معركة، بمعنى أنه من الممكن أن يكون ابن الحزب ولديه شعبية وحسن السير والسلوك ولكن لا يستطيع أن يخوض معركة ولا يمتلك القدرة الصحية والمالية. • وما تعليقك على الاتهامات الموجهة لبعض رؤساء لجان الوفد فى المحافظات بأنهم كانوا يصفون حسابات شخصية مع المتقدمين للترشيح؟ عملية اختيار المرشحين دقيقة وصعبة جدا. لكن اللجان العامة تقيس على أساس المعايير التى حددناها، بعد ذلك تأتى لجنة الانتخابات ثم تعرض نتائجها على المكتب التنفيذى الذى يعرض نتائجه على الهيئة العليا، وكل ذلك بمثابة «فلاتر». لما يكون عندك أكثر من مرشح على مقعد واحد، فى النهاية فى واحد هيتم اختياره و2 أو 4 أو 10 مش هيختاروا. وفى الحزب الوطنى هتلاقيهم 30. وواحد منهم بيشكر و29 بيشتكوا. • تردد خلال الأسابيع الماضية مصطلح «القادمون بالباراشوت» فى إشارة إلى المنضمين حديثا للحزب بغرض الترشيح على قوائمه، ما تفسيرك لذلك؟ - فى إطار المعايير الأربعة التى اعتمدناها للاختيار، فإن من تم اختياره كان من وجهة نظر اللجان العامة الأفضل والأقدر على خوض معركة، بغض النظر عن أقدميته فى حزب الوفد. • هل تنفى إذن أنه كانت هناك أخطاء بالمرة؟ - ممكن يكون حصل أخطاء. والخطأ إنسانى. وارد طبعا. وعلى كل حال الاختيار كان فى منتهى الصعوبة لأن الإقبال على الترشيح كان على خلاف ما شهدناه سنة 2005 و2000 و1995. والحقيقة مش قادر أشرح السبب. • كم إجمالى من تقدموا للترشيح على قوائم الوفد؟ لا يوجد إحصاء دقيق. لكن كل مرشح تم اختياره من بين 5 مرشحين فى المتوسط، يعنى لو قلنا 200 مرشح يبقى عندنا حوالى 1000 واحد تقدموا للترشيح. • هناك على قائمة مرشحى الوفد من انضموا حديثا للحزب وكانوا أعضاء أو نوابا سابقين فى الحزب الوطنى، فإلى أى حد يمكن أن نقول إنهم ملتزمون بمبادئ الوفد؟ أنت تتكلم على 2 أو 3 من بينهم مرشحة على مقاعد كوتة المرأة. يعنى ماهياش ظاهرة. إنما أقول، أنهم اختيروا أخذا فى الاعتبار خبرتهم فى العمل السياسى والاحتكاك بالشارع وتجربتهم السابقة فى خوض الانتخابات. • ما رأيك فى ظاهرة ترشيح المشاهير على قائمة الوفد؟ أولا لا يوجد حتى الآن سوى شخص وحيد، هو طاهر أبوزيد فى دائرة الساحل. • ولكن اسم سميرة أحمد ظهر ضمن القائمة التى أعلن عنها الحزب؟ يبقى خطأ. المفروض أن اسمها لا يكون موجودا. • البعض فسر اللجوء للمشاهير بأن ذلك تعبير عن غلبة العوامل الشخصية على السياسة والبرامج؟ أولا هى ليست ظاهرة. ثانيا طبيعى جدا أن المشاهير يتمتعون بقدر من الشعبية. والحقيقة أن الانتخابات فى مصر منافسة بين أفراد وليس بين سياسات وبين خدمات خاصة وليس برامج عامة. وللأسف الغالبية العظمى من النواب لدينا نواب خدمات وليسوا نواب تشريع أو سياسة. • إلى أى حد ترى الظروف التى تجرى فى ظلها الانتخابات مواتية للوفد؟ ما أعتقدش إن الظروف فى سنة 2010 ستختلف كثيرا عما كانت عليه فى 2005 و2000 واندماج الحزب الوطنى فى الدولة يجعل من التكافؤ فى المنافسة منعدم. ورغم الوعود بنزاهة الانتخابات، أعتقد مفيش حاجة هتتغير. مازال الحزب الوطنى هو طرف وحكم فى العملية الانتخابية. • كم مقعد ممكن أن يحصل عليه الوفد فى الانتخابات المقبلة؟ زى ما قال الدكتور سيد، الحزب الوطنى هياخد تلتين مقاعد المجلس زائد 20 مقعد ده قبل ما نقول بسم الله الرحمن الرحيم. وعدد مقاعد المجلس المقبل 518 اللى هما 454 مقعد زائد 64 مقعدا للكوتة. إذا نحن لا يمكن أن نتنافس على أكثر من 150 كرسيا. • ما السبيل للخروج من الوضع السيئ الذى آلت إليه حال الانتخابات فى مصر؟ السبيل كلمة واحدة، هى الديمقراطية الحقة. عندما يكون عندنا ديمقراطية حقيقية أو تكافؤ فرص فى النجاح بين الأحزاب. وعندما ينتهى الاندماج بين الحزب الوطنى والدولة، ويكون هناك فصل بين السلطات، وهيئة مستقلة تدير العملية الانتخابية. • وهل نصل إلى هذه «الديمقراطية الحقة» عن طريق المقاطعة أم المشاركة بشروط معينة أم ماذا؟ برنامجنا يدعو إلى إصلاح سياسى ودستورى من خلال القنوات الشرعية، وهى الصندوق الانتخابى. وبالتالى نحن فى حاجة إلى حوار مجتمعى يبرز المطالب الإصلاحية بشكل واضح يستجيب له متخذو القرار سواء كان متخذ القرار هو السلطة التشريعية أو الرئاسية أو أيا كان. إنما نحن فى حاجة إلى التغيير والإصلاح من خلال الشرعية الدستورية. وأول خطوة يجب أن ننظر فى تغيير النظام الانتخابى القائم الذى لن يسفر عن شىء مجدٍ. نحن نطالب بأن تُجرى الانتخابات بالقائمة النسبية لكى تتبارى الأفكار والبرامج والسياسات، بدلا من أن تُجرى الانتخابات على أساس فردى ويتبارى الأفراد والخدمات الخاصة. النهارده رجل العلم والكفاءة يخاف أن يخوض المعركة الانتخابية لأنه أصبح يتحكم فيها المال والبلطجية. نحن فى حاجة لإجراء الانتخابات بالقائمة النسبية لنقلل من سلاح المال والبلطجة. ويكون لدينا نظام انتخابى يتيح التمثيل الحقيقى للمجتمع المصرى، ويتيح بطريقة طبيعية تمثيل المرأة التى تمثل 50% من المجتمع بدون كوتة. نحن فى حاجة إلى تمثيل لرجال العلم والأقباط من خلال نظام انتخابى طبيعى. والخطوة الثانية أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى النظام الدستورى بحيث يؤكد الفصل بين السلطات، وفكرة التوازنات والرقابة المتبادلة بين السلطات. والحقيقية نحن فى حاجة أيضا إلى مراجعة للتشريعات التى تنظم العلاقات الاجتماعية. • وماذا إذا كان الطريق أمام الصندوق الانتخابى مغلقا وصانع القرار غير مقتنع به؟ يعنى إيه مش مقتنع به؟ هناك مطلب شعبى وضغوط شعبية من أجل الإصلاح، والمصلحة تقتضى أن يكون هذا الإصلاح من داخل القنوات الشرعية. • هل ما يشهده الآن الوفد تكدس حقيقى، أم أن جزءا منه «شو إعلامى» كما يطلق عليه البعض؟ ما من شك أنه بعد الانتخابات الأخيرة التى أجريت على رئاسة الوفد، أن الرأى العام أُعجب بما حدث. وحدث إقبال على عضوية الحزب بشكل كبير. إنما أيضا لكى أكون أمينا، ما من شك أن الذى حدث نتيجة لشراء الدكتور سيد البدوى لحصة فى جريدة الدستور وما ترتب على ذلك من مشكلات، أثّر سلبا على سمعة حزب الوفد وخسرنا جزءا كبيرا من الرصيد اللى كسبناه نتيجة الانتخابات الرئاسية. • هل تعتقد أن ما أشيع عن أن ما حدث فى الدستور كان فى إطار صفقة فى مقابل مقاعد للوفد؟ هل المخرجون بهذا السوء. وخيال المخرج الذى يعد الصفقة ضعيفا لهذه الدرجة. ما أعتقدش. • كيف يمكن أن يتجاوز الحزب هذه الأزمة؟ الأيام المقبلة هى التى ستجيب عن هذا السؤال، وكل شىء متوقف على قدرة الحزب على استعادة ثقة الشارع، بناء على المواقف التى سيتخذها وأدائه. والمواقف ستكون وليدة الأحداث. ومش هنقدر نتنبأ بالأحداث. • إلى أى حد يمكن التعويل على وعد الرئيس بنزاهة الانتخابات؟ أنا ما بقراش الفنجان.. ولا الكف.. أقدر أقولك: بعد الانتخابات هارد عليك يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر .