أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه تم تدشين النسخة الإسرائيلية من حزب "الشاى" في تل أبيب، تحت شعار "قل لا لأوباما"، وسط مخاوف من تزايد الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لتجديد التجميد المؤقت لبناء المستوطنات في الضفة المحتلة، بهدف إعادة محادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية إلى مسارها. وأشارت الصحيفة، في تقرير أوردته في موقعها على شبكة الإنترنت، اليوم الثلاثاء، إلى الاجتماع الذي دشن النسخة الإسرائيلية من حزب الشاي، التي نظمها الجناح اليميني لحزب الليكود المحافظ بزعامة رئيس الوزراء، بنيامين نيتانياهو، في تل أبيب مساء أمس الاثنين، وأنهم يقولون إنهم يرغبون في تعزيز تصميم نيتانياهو على مواجهة الضغوط، وأن ثمة تهديدا أساسيا لتداعيات سياسية في حال عدم قيامه بذلك. وأضافت أن الاجتماع نظمه نائب الليكود السابق مايكل كلينر، وانضم إليه على المنصة 3 برلمانيين حاليين من الليكود هم: داني دانون، وتسيبي هتوفيلي، وأيوب قرا، واثنين من الخط المتشدد من أعضاء الحزب هما موشى فيجلين وجيرشون ميسكا، زعيم مجلس مستوطنة إقليمية بالضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن دانون، قوله في معرض رده على سؤال عن السبب في أن المنظمين اختاروا تدشين حزب الشاي، في وسط تل أبيب: "إنهم لا يرغبون في الحشد الدوري الذي اعتاد التردد على الفعاليات في القدس، ولكن يرغبون في جذب الإسرائيليين من مختلف أنحاء البلاد". وذكرت أنه في الوقت الذي ربما يظهر حزب الشاي بوادر رواج في تل أبيب، فإن جاذبيته المحدودة، ربما تمتلك مفاتيح بالنسبة لإدارة أوباما، في وقت تسعى فيه لدفع المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية قدمًا، وأنه في مقاومة الضغط من جانب واشنطن ما دام استشهد نيتانياهو بالقيود السياسية في الداخل، وعلى أي حال فإن الإقبال المتواضع لأحزاب الشاي المحلية يوحي على ما يبدو بأنه ربما يواجه معارضة محلية أقل مما كان يعتقد. و"حفلات الشاي" مصطلح سياسي ثقافي ظهر وتطور في أمريكا، في إطار حركات اجتماعية وسياسية ترفض تدخل الحكومة الفيدرالية في كل صغيرة وكبيرة، وتشعر بعدم الثقة في أن تتحول الحكومة الفيدرالية إلى "أخ أكبر" يدير العلاج في المستشفيات والمدارس والاقتصاد والصناعة. ومع أن "حزب الشاي" ظهر بقوة على المسرح السياسي الأمريكي خلال الأعوام القليلة الماضية، وأصبح له مؤيدون بالملايين، خصوصا لأنه ينأى بنفسه عن الحزبين الكبيرين، فإن جذوره كحركة احتجاج اجتماعي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر، عندما ثار الأمريكيون على نظام الضرائب المفروض آنذاك، وكانت هذه بداية حرب الاستقلال في أمريكا، وكان الأسبوع الماضي أسبوع "حزب الشاي" في واشنطن، وتظاهر مؤيدوه أمام الكونجرس، وشنوا هجوما على الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري، ناهيك عن الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما وأعلنوا توسيع نشاطهم.