أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أنه لن يوافق -بعد الآن- على ممارسات التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، وما أسماه "استباحة كرامات الناس وأعراضهم". وكشف نصر الله -في كلمة وجهها مساء اليوم الخميس عبر محطة تلفزيون "المنار"- أن التحقيق الدولي طلب ملفات طبية شخصية لأكثر من سبعة آلاف سيدة من أخوات وبنات وزوجات قيادات وعناصر في حزب الله. وأشار إلى أنه كان على اطلاع بالاستباحة التي تقوم بها لجنة التحقيق الدولية، وكان يتجاوز عنها مراعاة لعائلة الحريري، ولكي لا يتهم بأنه يعرقل التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري، لكن أن تصل الاستباحة إلى حد الأعراض فهذا ما لن يوافق عليه. وأوضح أن لجنة التحقيق طلبت جميع لوائح الطلاب الجامعيين في لبنان المسجلين في الجامعات منذ عام 2003، وطلبت بصمات اللبنانيين من دوائر الأمن العام، وحصلت على قوائم بأسماء المنتسبين إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وطلبت خرائط عن مختلف تفاصيل الأراضي اللبنانية. وقال: إن التحقيق الدولي حصل بالفعل على كل هذه المعلومات، وإن هذه المعلومات انتقلت على الفور إلى دوائر غربية وإلى إسرائيل. وكان إشكال قد وقع، أمس الأربعاء، في عيادة طبيبة لبنانية بضاحية بيروت الجنوبية، بين مجموعة من النسوة وفريق من لجنة التحقيق الدولية التابع للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي تنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الراحل. وطلب السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، من اللبنانيين عدم التجاوب -بعد الآن- مع لجنة التحقيق الدولية، رافضًا أي "مساس بالشرف والكرامة والأعراض"، داعيًا من يعارضه في موقفه إلى "الكشف على الفور عن موقفه بالإعلان أن عامل الشرف لا يهمه، وسيتعاون مع التحقيق الدولي". وأبدى نصر الله ارتيابه لمسارعة المدعي العام اللبناني في التحقيق بالحادثة التي وقعت، أمس الأربعاء، بين فريق التحقيق الدولي وبعض النسوة اللائي حاول الفريق الحصول على ملفاتهن الطبية الخاصة، مشيرًا إلى أن فريق التحقيق الدولي يركز في عمله على جمع معلومات عن حزب الله لتزويد إسرائيل بها. واستهجن أن تسارع الولاياتالمتحدة إلى إدانة الحادثة التي جرت مع المحققين الدوليين، بينما تجاهلت بالكامل ما حدث في "أم الفحم" في فلسطين، رغم أن الحادثتين وقعتا في يوم واحد، وذلك في إشارة إلى اعتداءات القوات الإسرائيلية على متظاهرين فلسطينيين في أم الفحم. وخلص نصر الله، في كلمته الموجزة التي شابها الغضب الواضح، إلى القول: "الآن وصلنا إلى مكان لا يمكن أن يطاق أو نسكت عليه تحت أي اعتبار سياسي أو داخلي أو خارجي أو كرامة لأحد".