صرح خبراء أمريكيون بأن الولاياتالمتحدة تحاول تطبيق سياسة جديدة مفادها "أقل تدخل ممكن في شئون الشرق الأوسط"، ولهذا ستوافق الإدارة الأمريكية على توريث السلطة في مصر، كما أنها لن تلجأ لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وأوضح الخبراء لصحيفة "ديلي نيوز مصر" الناطقة بالإنجليزية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حليف قوي للنظام الحاكم المصري، إذ تقدم له معونة عسكرية سنوية قدرها 1.5 بليون دولار، كما أن الاثنين لديهما مصالح جغرافية وسياسية مشتركة في المنطقة، لهذا من المستبعد أن تعارض واشنطن مخططات توريث الحكم. أما بالنسبة لإيران، فعلى العكس من مصر، ليس للولايات المتحدة أية مصالح مشتركة معها، كما أن هناك توترًا دائمًا من فكرة الهجوم الأمريكي العسكري المحتمل على إيران بسبب برنامجها النووي. التوريث شأن مصري وقال لورانس كورب عضو في مركز التقدم الأمريكي، إن ما ستفعله واشنطن هو أن تقول "هذا شأن المصريين. سنتحدث عندما يثبت تزوير في الانتخابات يؤدي إلى غياب الديمقراطية، لكننا سنتعامل مع أي شخص يصل للحكم". وأضاف أنه قابل نجل الرئيس مبارك وأعجب به. وأوضح كورب "علينا أن نتوخى الحذر. فقد أجريت من قبل انتخابات في الأراضي الفلسطينية وفازت فيها "حماس". هناك عملية توازن صعبة بين تحقيق الاستقرار والديمقراطية. لو كانت الانتخابات ديمقراطية، علينا وقتها أن نسلم بالفائز أيًا كان. ولو لم تسر الأمور كما يجب، عندها ستغير الولاياتالمتحدة سياستها وكل الاتفاقيات المبرمة مع الطرف الآخر. ما ينبغي على واشنطن إدراكه هو أن العالم لن يتغير حسب أهوائها، فإذا وصلت فئة معينة إلى الحكم، لنعترف أن هذا قرار المصريين وهم من سيعيشون بعواقبه فيما بعد". ووافقه آرنود دي بورشجراف، كبير مستشاري مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، إذ قال إن أفضل سياسة يمكن أن تنتهجها واشنطن هي سياسة عدم التدخل. ورأى أن الرئيس مبارك هو الأصلح لحكم مصر، مستشهدًا بنصائح مبارك التي قال فيها إنه ينبغي على الجيوش الإسلامية أن تدخل أفغانستان وتحارب تنظيم القاعدة، وذلك في أعقاب 11 سبتمبر. واشنطن ستتعايش مع القنبلة النووية الإيرانية على صعيد آخر، أكد الخبراء أن واشنطن لن تعترف على الملأ بأنها لا تملك خيارًا عسكريًا بشأن إيران، لأنها حتى لو استخدمت القوة، فإن العواقب ستفوق أي مكاسب محتملة بكثير. وقال كورب "إن تفجير إسرائيل للمفاعل العراقي عام 1981 أدى إلى تطوير سريع في البرنامج النووي العراقي. وكنا مندهشين من التقدم الذي وصل إليه البرنامج عندما ذهبنا إلى هناك في حرب الخليج الأولى". ومن جديد وافقه دي بورشجراف، حيث يرى أن الهجوم الأمريكي العسكري على إيران أمر مستحيل، كما أن الشعب الأمريكي اكتفى من التدخل الأمريكي العسكري في شئون الدول. فواشنطن الآن لديها من الالتزامات والمشاكل ما يكفيها، في أفغانستان والعراق وكوريا الجنوبية واليابان وغرب أوروبا. وسيتطلب الهجوم العسكري على إيران عشرات الآلاف من الجنود والقوات التي لم تعد ببساطة متاحة.