أنهى المهاجم البرازيلى لويس فابيانو سنة 2009 بشكل مثالي، وبدأ 2010 وهو عازم على التألق خلال نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا غير أن الرياح جرت بما لا يشتهيه هذا المهاجم الفذ والخطير. ولم يتجرع فابيانو مرارة الخروج من المونديال سريعًا،وعاد إلى إشبيلية وسط أنباء وإشاعات بقرب رحيله عن الفريق. وقد فرضت عليه هذه الوضعية الجلوس على دكة البدلاء، وتزامن ذلك أيضاً مع انطلاق عهد جديد داخل المنتخب البرازيلي مع المدير الفنى مانو مينيزيس الذى حل بديلًا لكارلوس دونجا لتبدأ كتيبة السيليساو استعداداتها لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل . واعترف فابيانو خلال حوار مطول على موقع الإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" انه لايزال بعيدًا عن مستواه وانه يأمل فى ان يظهر بشكل أفضل مع فريقه ويسجل المزيد من الأهداف حتى يضمن لنفسه مكانًا فى تشكيلة منتخب بلاده وتحقيق حلمه فى الفوز باللقب العالمى. حافظت على ارتفاع معدل الأهداف قبل كأس العالم رغم كثرة إصاباتك غير أن الأمور تغيرت بعد جنوب أفريقيا.. كيف ترى ذلك؟ ما زالت أتطلع وبشكل كبير لتسجيل المزيد من الأهداف وأعتقد اننى لم أستعد جيدا بعد كأس العالم ولم تكن فترة الراحة والتدريبات قبل بداية الموسم الجديد كافية وأعمل الآن من أجل استرجاع الياقتى البدنية حتى تعود الأمور إلى نصابها، وهو ما يعني أن أخوض المباريات وأن أسجل الأهداف، أشعر ببعض الارتياح، رغم أن الظروف صعبة بعض الشيء ورغم أنني لم أشارك بما يكفي في المباريات، إلا أني أؤكد أنني سأعود إلى سابق عهدي وأن لويس فابيانو سيعود كما كان قبل كأس العالم. قلت مؤخرًا أنك لا تحب البقاء على مقاعد البدلاء، أما زلت مقتنعا بهذا الرأي؟ نعم ولن يتغير هذا الرأي فأنا لاعب طموح،ولا أكتفي أبدا بما تحقق لي، ولا أحب البقاء في دكة البدلاء، لا سيما بعدما فعلته في المواسم الأخيرة. لقد واجهت لحظات صعبة مع الكثير من الأندية، واستطعت دائما العودة إلى القمة وأعلم أني أمتلك هذه القوة وسأثبت للجميع أني لم أتغير أبدا. فى إعتقادك هلى ينجح فريقك أشبيلية بعد ضياع الفرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا فى وضع حد لهيمنة برشلونة وريال مدريد على الدوري الأسباني؟ عدم المشاركة فى بطولة دوري أبطال أوروبا خسارة كبيرة للفريق وللاعبين خاصة وان اشبيلية يتمتع بالإستقرار وأعتقد ان ذلك لن يؤثر على حظوظ الفريق فى الدورى الأسبانى وأرى ان المنافسة مع برشلونة وريال مدريد على لقب الدورى الأسبانى صعبة المنال، رغم تذبذب مستوى برشلونة في الآونة الأخيرة ورغم أن الريال في مرحلة البناء ويمكننى القول بأن هدف إشبيلية ثابت لم يتغير، وإذا أتيحت لنا فرصة التنافس على اللقب، سندافع على حظوظنا إلى آخر رمق غير أنه من الواجب علينا الحصول على المركز الثالث والتأهل من جديد إلى دوري أبطال أوروبا. لقد سجلت 95 هدفاً خلال أكثر من خمس سنوات برفقة إشبيلية..هل تعتقد أنك قادر على تخليد اسمك في تاريخ النادي؟ سيكون بإمكاني ذلك إذا إذا نجحت فى تسجيل المزيد من الأهداف والوصول للرقم 100 وهذا ما أسعى له بجدية مع الفريق هذا العام ، حتى اتواجد مع اللاعبين الخمسة الأكثر تسجيلاً في تاريخ إشبيلية واتمكن من تخليد اسمي في أكثر من ناد واحد وأريد تكرار الإنجاز الذي بلغته من قبل مع فريق ساو باولو البرازيلى . ماهى مواطن النجاح ومكامن الضعف في تجربة منتخب البرازيل فى مونديال جنوب أفريقيا؟ لقد كانت التجربة ناجحة بنسبة 90%، أما العشرة في المئة المتبقية من الأخطاء أرى انها حدثت فى الشوط الثاني من مباراة هولندا، لقد كان شوطاً كارثياً وكانت الأمور مثالية قبل هذا الشوط ، وكان لدينا حماس كبير على تخطى هولندا ومواصلة المشوار فى المونديال ثم ارتكبنا خطأين فادحين وأصبح من الصعب علينا العودة للمباراة من جديد ما فعلناه كان خاطئاً إلى حدود تلك الساعة، خاصة وان مسيرتنا كانت مثالية، سواء في كوبا أمريكا أو في كأس القارات أو حتى في التصفيات وكنا نعلم أننا في الطريق الصحيح ،لكن لسوء الحظ لا يعود الفوز دائما للأفضل في كرة القدم. هل وجدت كل ما كنت تتمناه عند المشاركة في كأس العالم؟ أعتقد أنه كان بإمكاني الظهور بشكل أفضل لو كانت حالتى البدنية أفضل وجائت مشاركتى فى البطولة بعد سلسلة من الإصابات، بعد بضعة أشهر من التوقف، وعندما رجعت للتمارين، تعرضت لإصابة أخرى، وكنت مضطراً خلال المعسكرات للإهتمام بهذه الإصابة، وتغيبت عن بعض التمارين، لقد ضحيت كثيراً من أجل استرجاع عافيتي في الوقت المناسب. وقد أثرت علي تلك الفترة كثيراً ورغم ذلك، يمكنني أن أكون راضياً عن تلك المشاركة، لأنني سجلت ثلاثة أهداف مكنتنا من السير أبعد بعض الشيء في المنافسة. لماذا لم تتمكن من الظهور بمستواك المعروف مع أشبيلية بعد إنتهاء بطولة كأس العالم ؟ من الصعب على اى لاعب استعادة الثقة في النفس بعد الخروج من كأس العالم وفى إعتقادى ان أحدًا لا يدرك حجم الألم الذي يحدث ا إلا من شارك في كأس العالم وخسر. وفى اعتقادى ان حصولى على راحة لمدة 20 يومًا بعد إنتهاء المونديال لم يكن كافيًا على الإطلاق للتخلص من ذلك الضغط ونسيان مرارة الخروج من المونديال وعندما رجعنا إلى أرض الوطن وجدنا الشعب البرازيلي حزيناً..وذلك تسبب فى ضيقى لكني قررت ترك هذه الأمور خلفي منذ أن وصلت إلى أسبانيا. لقد شهد المنتخب البرازيلي عملية إحلال وتجديد مع المدرب الجديد مانو مينيزيس ..كيف ترى ذلك ؟ ما يشهده المنتخب البرازيلي من تجديد فى دماء الفريق أمر طبيعي، خاصة وان هناك بطولة كبيرة تنتظرنا هى كأس العالم 2014 بالبرازيل وعندما لا ينتصر السيليساو، يصير التغيير وإعادة التشكيل ضروريين. لذلك فهذه مرحلة طبيعية. ستبدأ المنافسات الرسمية في المستقبل القريب، وستسير أمور البرازيل على ما يرام، وسيقول الجميع أن المنتخب جاهز وستحدث هذه الأمور لا محالة، لكن لا نفع لهذه الأمور إذا لم نستطع الفوز بكأس العالم. يجب أن نصبح أبطالاً من جديد حتى نسترجع الهيبة المفقودة، لا أن نغير أسلوب اللعب. يجب أن نلعب بشكل جيد وأن نفوز عند حلول ساعة الحسم. هذه هي الطريقة الوحيدة لنصير من جديد المنتخب رقم 1 على الصعيد العالمي. سيكون سنك 33 عاماً خلال كأس العالم 2014..هل تعتقد أنه ما زال بإمكانك المنافسة على مكانة ضمن تشكيل البرازيل وقتها ؟ لا أعتقد ان وصولى سن 33 عاماً سيكون عائقًا امام مشاركتى مع المنتخب فى المونديال المقبل خاصة وان لاعبين كثيرون شاركو فى مونديال جنوب افريقيا وسنهم اكبر من ذلك، وكان أداؤهم جيداً..أونا إنسان يهتم بصحته وسأكون بالتأكيد في حال جيدة.