«لماذا لا تتم دعوة جيلبير سينويه إلى القاهرة؟» تردد هذا السؤال طويلا، خاصة والكاتب الفرنسى ولد فى مصر وعاش فيها حتى سن الشباب، بل وكتب ضمن مجموع أعماله الأدبية التى وصلت إلى 21 عملا، خمس روايات تدور أحداثها فى مصر أو تتعلق بها بصورة ما وهى: «المصرية» و«فتاة النيل» و«الفرعون الأخير» و«إخناتون» و«الكولونيل والملك الطفل». حققت مكتبة «أم الدنيا» فى القاهرة والاسكندرية هذه الخطوة المهمة، ونظمت بالتعاون مع المركز الفرنسى للثقافة والتعاون وجمعية قدامى الطلاب بالجيزويت (مدرسة العائلة المقدسة) برنامجا حافلا من 23 إلى 29 من الشهر الجارى يضم تسعة لقاءات لجمهور متباين فى المدارس والجامعات وفى المركز الفرنسى للثقافة والتعاون، فضلا عن لقاء الحنين بجمعية قدامى الطلاب بمدرسة العائلة المقدسة التى قد يلتقى فيها بأصدقاء الطفولة. يشهد سينويه حفل توقيع لروايته الأحدث «صرخة الحجر». بمكتبة أم الدنيا بطلعت حرب، فى السادسة مساء 25 أكتوبر. والرواية صدرت فى فرنسا فى 15 سبتمبر الماضى وتمثل مع روايته السابقة «نفحة الياسمين» جزئى مشروعه الروائى «إن شاء الله»، بالإضافة إلى مجموعة من أعماله ترجمت أربعة منها إلى العربية «المصرية» وفتاة النيل» و«بن سينا» و«كتاب سفير». ويحضر فى العاشرة والنصف صباح 26 اكتوبر حفل توقيع بأم الدنيا بالمعادى، وفى السابعة مساء لقاء مدرسة العائلة المقدسة، ثم يوم 27 أكتوبر لقاء المركز الفرنسى للثقافة والتعاون بمصر الجديدة، أما فى 28 أكتوبر فيلتقى مع الكاتب علاء الأسوانى بالمركز الفرنسى للثقافة والتعاون بالمنيرة. كما سيلتقى سينويه أيضا بتلاميذ مدرستين للغات الفرنسية، فضلا عن تلاميذ المدرسة البريطانية وطلبة جامعة القاهرة. ويعد سينويه من الكتاب المهمومين بتاريخ الشرق الأوسط حيث تناول فى روايته «إن شاء الله» بجزءيها عرضا تاريخيا شاملا للصراعات فى المنطقة والمصائب التى ابتليت بها (فى الجزء الأول غطى الكاتب المرحلة الممتدة مابين 1916 1956 من خلال حكاية خمس عائلات فلسطينية وعراقية ويهودية ولبنانية ومصرية، وفى الجزء الثانى «صرخة الحجارة» صراع العرب وإسرائيل منذ عام 1956 والانقسامات التى بدأت تتزايد وسط العالم الإسلامى). وكان قد صرح فى زيارته لسوريا قبل خمسة أشهر: «منذ أسبوعين كدتُ أن أُمنع من دخول إحدى الدول لأننى قلت إن إسرائيل هرطقة وخطأ من الأخطاء التاريخية الرهيبة التى ارتكبت فى القرن العشرين»، وأن «ما يحدث فى فلسطين حالة مروّعة، وموقف إسرائيل من فلسطين جريمة ضدّ الإنسانية». ولد جيلبير سينويه فى القاهرة عام 1947، وقضى طفولته على ظهر مركب ابتاعه والده عام 1960 من الملك فاروق وحوله إلى مركب سياحى «قاصد خير»، وبعد أن قضى 18 عاما تحت شمس القاهرة، سافر مع والديه إلى بيروت حيث حصل على الشهادة الثانوية، ثم استقر فى باريس بداية من العام 1968، وكانت بداياته مع الموسيقى حيث درس الجيتار الكلاسيكى، واختبر نفسه كمؤلف موسيقى ومؤلف أغان وعازف، وكتب أغانى للعديد من الأسماء اللامعة وقتذاك مثل كلود فرنسوا وداليدا وجان ماريه. ومع بلوغه سن الأربعين اتجه إلى الكتابة الأدبية، وتحول اسمه من جيلبير قصاب، إلى جيلبير سينويه تحية لرواية «سنوهيه المصرى» للكاتب الفنلندى ميكا والتارى التى صدرت عام 1945.