أكد فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بطل العالم أن الماتادور انتهج أسلوب اللعب الجماعي الذي يصعب تقيلده أثناء مباريات المونديال فحققنا اللقب . وقال ديل بوسكي في حوار له مع موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ، ان أسلوب اللعب الجماعي أهم من كل الخطط والنواحي التكتيكية ، وأن من حق كل لاعب في الفريق التعبير عن نفسه وإظهار مهاراته إذا كان ذلك سيصب في مصلحة الفريق . وأوضح أنه محظوظ لتدريب هذا الجيل الرائع من لاعبي أسبانيا وأنه تأقلم معه واستطاع تحقيق أول لقب كأس عالم لأسبانيا ، وأن هذا الجيل قادر علي المنافسة علي البطولات حتي 2014 . أما نص الحوار فهو كالتالي : كيف تقييم بطولة كأس العالم من الناحية التكتيكية ؟ لقد شهدت هذه النهائيات شبه إجماع حول معايير أسلوب اللعب، رغم أن بعض الفرق عملت علي نهج طرق مغايرة فوق أرضية الملعب. أنا لا أؤمن كثيراً بالرسوم التكتيكية، إذ أعتبر ذلك أمراً بديهياً، إلا أنه لا يشكل أساس كل شيء. إن الأهم هو اللعب الجماعي، في الدفاع والهجوم علي حد سواء. أعتقد أن الرسوم التكتيكية ليست إلا صورة تمثل نقطة البداية. إذا كان هناك انسجام وتآزر بين عناصر المجموعة، فهذا يساعد كثيراً علي حصد الألقاب في بعض الأحيان. كل مدرب يتعامل مع الوضع حسب طريقته الخاصة، وذلك من خلال شخصيته وتكوينه ، واستطاعت أسبانيا فرض أسلوب يصعب تقليده. لكننا واجهنا أيضاً بعض الخصوم الذين استوعبوا جيداً ما كان يجب عليهم فعله لمنعنا من اللعب بالشكل الذي نكون فيه أكثر نجاحا ، لقد نجحت كل من تشيلي وباراجواي في مقارعة أسلوب لعبنا، حيث عانينا كثيراً في التأقلم أمامهم . ما مفتاح النجاح الأسباني إذاً؟ أولاً، لأننا لم نحاول تقليد أي أحد. وثانياً، بفضل مهارات اللاعبين الذين نضمهم في صفوفنا. بالنظر إلي الأسماء التي يعج بها خط وسطنا، فإنه من المستحيل ألا نبني أسلوبنا انطلاقاً من الإستحواذ علي الكرة والتنويع بين الكرات القصيرة والتمريرات الطويلة. لا يمكننا نهج أسلوب يتعارض مع مهارات لاعبينا. ومع ذلك فإنه من المستحيل أن يكون الفريق متكاملاً دون أن نضيف إليه بعض الصلابة في الدفاع، وهو ما يشكل بالنسبة لنا،العامل الأساسي لاسترجاع الكرات الضائعة في أقرب وقت ممكن. هل تؤكدعلي هذه الأمور في التدريبات أم أنها أشياء يملكها اللاعب الأسباني بالفطرة؟ أعتقد أن الأمرين معاً يصحان في هذا السياق. إن الأمر يتعلق أولاً وقبل كل شيء، بالعمل الكبير الذي تقوم به الأندية، ولا يمكننا أن نتغاضي عن ذلك. نعم إننا نمثل نموذجاً في هذا الخصوص، إذ يُعد ذلك جزءاً لا يتجزأ من تكوين اللاعبين. صحيح أن المهارات التقنية تكون فطرية، إلا أن صقلها يُعد ضرورة لا مفر منها. إلي أي حد يمكن ترك الحرية للاعبين في الملعب؟ أعتقد أن اللاعب من حقه أن يتمتع بشيء من الحرية للتعبير عن نفسه، حتي في أرقي مستويات الإحتراف. وهنا يكمن عمل المدرب، أي في التوفيق بين تنظيم الفريق وإحلال النظام ومنح هامشٍ كافٍ لإظهار مهارات اللاعبين. ليس من حق أي أحد أن يقلص من هامش الإلهام أو إيقافه تماماً. إن عمل المدرب لا يقتصر فقط علي تنظيم اللعب بل إنه يتمثل كذلك في السهر علي تفجير طاقات أولئك اللاعبين الذين يملكون مهارات فردية خارقة. أسبانيا واجهت بعض الصعوبات في المباريات التي خاضتها عقب تتويجها بكأس العالم هل تعتبر ذلك أمراً عادياً؟ أعتقد أن مباراتنا في المكسيك سارت علي أحسن ما يرام، بالنظر إلي الظروف المحيطة بها، علماً أنها جاءت بعد رحلة طويلة شاقة وفي فترة لم يكن فيها اللاعبون يتدربون بالشكل اللازم. لم نتعرض لأية إصابة، كما ظهرنا بوجه مشرف. لقد كانت من بين المباريات التي شعرت فيها بارتياح كبير. أما أمام الأرجنتين، فقد بدأنا علي نحو سيء، مما صعب علينا مهمة العودة في النتيجة. لقد واجهنا منتخباً كبيراً، إلا أننا ظهرنا بوجه مشرف كذلك. كما يجب أن أؤكد كذلك أن الهزيمة ليست دائماً بالأمر السيء، بل إنها مفيدة أحياناً هل تنوي القيام بعملية الإحلال والتجديد في المنتخب ؟ أعتقد أن جميع اللاعبين المتوجين بكأس العالم سيكونون في أوج عطائهم سنة 2012، كما سيكون أغلبهم حاضراً في 2014. لكن يجب أن نكون علي أتم الإستعداد لمواجهة أي طارئ أو مفاجأة. يجب ألا ننسي أن تشكيلة ال23 المتوجين في فيينا خضعت لبعض التغييرات، إذ تم استبدال 7 أو 8 عناصر بلاعبين جدد قبل التوجه إلي جنوب أفريقيا، مما يعني أن عملية التغيير ماضية قدماً. ما هو مفتاح التحكم في منتخب مثل أسبانيا ؟ إذا كان هناك انسجام وتآزر بين عناصر المجموعة، فهذا يساعد كثيراً علي حصد الألقاب في بعض الأحيان. كل مدرب يتعامل مع الوضع حسب طريقته الخاصة، وذلك من خلال شخصيته وتكوينه وتجربته. بالنظر إلي المجموعة التي أشرف عليها، فإنني أعتبر نفسي محظوظاً بكل صراحة، إذ أشتغل مع لاعبين متميزين. إنهم رياضيون جيدون وأشخاص طيبون، ولم نواجه أية مشكلة علي الإطلاق. لا توجد هناك وصفة فريدة، في اعتقادي، بل يجب علي المدرب أن يتأقلم مع خصائص فريقه. وعلي سبيل المثال، لا يوجد أي تشابه بين طريقتي في إدارة المنتخب الأسباني حالياً وأسلوبي في تدريب ريال مدريد سابقاً. لا توجد خلطة سحرية في اعتقادي. إن كل ما يتعين علي المرء فعله، مدرباً كان أم لاعباً، هو محاولة التأقلم مع أجواء الفريق. هل مدربي المنتخبات يعيشون حياة أكثر هدوءاً من مدربي الأندية ؟ إن مدرب المنتخب الوطني مطالب بفعل العديد من الأشياء. يجب عليه أولاً أن يمثل اتحاده الوطني. كما يتعين عليه متابعة المنتخبات المنافسة والتحدث إلي اللاعبين وتحليل أداء منتخبات الفئات الصغري قصد دراسة إمكانيات التغيير في المستقبل. أعتقد في واقع الأمر أني محتاج إلي وقت أكثر. أما الضغط فإنه يتركز علي مدرب المنتخب في بعض الفترات، إلا أنه لا يقل شدة عن ذلك الذي يشعر به مدرب النادي، إذ لا يوجد أي فرق في الأهمية بين تطلعات بلد ما وطموحات أحد الأندية الكبري.