خلص تقييم جديد للبيت الأبيض الأمريكي إلى أن باكستان لا ترغب في ملاحقة مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان في منطقة قبلية باكستانية.ويتهم تقييم البيت الأبيض، الذي كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من نشره أمس الثلاثاء، وأكدته رويترز؛ الحكومة والجيش في باكستان بفقدان الرغبة في اتخاذ خطوات ضد المتشددين في منطقة وزيرستان الشمالية. وقال مسئول أمريكي، اطلع على التقرير، إن التقييم رأى أن "الجيش الباكستاني ما زال يتجنب المواجهات العسكرية التي تضعه في صراع مباشر مع طالبان الأفغانية أو قوات القاعدة في وزيرستان الشمالية".وقال التقرير "إنه خيار سياسي بالدرجة الأولى؛ لأنه يعكس موقف جيش لا يملك الموارد الكافية فيضع أولويات لأهدافه". ويأتي التقييم في وقت يتصاعد فيه التوتر، بعد هجوم عبر الحدود شنته طائرة هليكوبتر تابعة للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل 3 جنود باكستانيين.وأغلقت باكستان طريق إمداد حيويا لقوات الحلف التي تقاتل في أفغانستان بعد الغارة، وقالت إنها أغلقته لاعتبارات أمنية. ويرى مسئولون أمريكيون أن باكستان على خط المواجهة في الحرب ضد طالبان والقاعدة، وأثنوا علانية على جهود إسلام آباد ضد المقاتلين.واشتمل تقييم البيت الأبيض لباكستان على خطاب أرسله الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، إلى زعماء في الكونجرس، قال فيه إنه لا يعتزم إحداث تغييرات كبيرة في إستراتيجيته للحرب في أفغانستان. وفر العديد من أعضاء القاعدة وطالبان إلى منطقة قبائل "البشتون" التي لا تسيطر عليها الحكومة في شمال غرب باكستان، بعدما أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحكومة طالبان في أفغانستان عام 2001م، ويتولى المتشددون إدارة حركات التمرد في أفغانستانوباكستان من مخابئهم في هذه المنطقة. ويقول مسئولون أمريكيون، إنهم يعطون إسلام آباد مهلة في حربها ضد المتشددين؛ لأن الجيش الباكستاني يتعرض لضغوط؛ بسبب عمليات أخرى يقوم بها ومهام إنسانية لإغاثة المنكوبين في الفيضانات التي وقعت في باكستان.وعززت الولاياتالمتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية، هجماتها بطائرات بدون طيار على مقاتلين تربطهم صلات بالقاعدة في باكستان. ووقعت معظم الهجمات الأخيرة في وزيرستان الشمالية، وهي المنطقة الوحيدة المتبقية بين 7 مناطق قبلية في باكستان، لم يشن فيها الجيش الباكستاني حتى الآن أية عملية كبرى ضد المتشددين على الرغم من الضغوط الأمريكية.