قصة كفاح مثيرة تجسدها فاتن الحلو مدربة الأسود والثعابين الشهيرة، كل يوم خلال عروضها في خيم السيرك التي تنظمها بشكل شبه يومي، تعرض فيها مهارات ترويض الحيوانات المفترسة، وهو العمل الذي تبتعد عنه السيدات لخطورته على حياتهن ولصعوبته الشديدة. المصرية فاتن الحلو، إحدى القليلات اللاتي غامرن للدخول في هذا المجال، ولعل المنزل الذي عاشت فيه خلال طفولتها هو ما ساهم في تنمية حب ترويض الأسود والحيوانات المفترسة لديها. ففي حوار خاص مع CNN بالعربية، قالت فاتن إنها تعشق هذه الحيوانات وتدللها كأنها من أولادها، وهي اعتادت على هذه الأجواء منذ كانت طفلة صغيرة، فعمها، وهو أيضا والد زوجها، كان مروضا للأسود، أما زوجها الراحل، إبراهيم الحلو، فهو حاصل على شهادة الدكتوراة في ترويض هذه الحيوانات، وله باع طويل في هذا المجال. وحول بداية قصتها مع الأسود، تقول فاتن: "بدأت التدرب على ترويض الأسود منذ كنت في التاسعة من عمري، إذ ذهبت حينها إلى مدرسة لتعليم فنون السيرك، ولاحقا زرت عددا من دول العالم، مثل فرنسا، وروسيا، وألمانيا، والمجر، ورومانيا، وحصلت على عدد من الجوائز فيها." وبالإضافة لعملها كمروضة للأسود فهي أيضا مدربة للثعابين، كما أنها تلعب ألعاب الخفة على الحبال والأسلاك وغيرها، إضافة إلى عقدها دورات تدريبية للأطفال المهتمين بهذا المجال. أما عن علاقتها مع الأسود والحيوانات المفترسة، فتقول فاتن: "تربطني علاقة مقربة جدا بهذه الحيوانات، فهي مثل أولادي، وأربيهم عندي في المنزل حينما يكونون صغارا، حتى أنني أقدم الحليب لهم بالرضّاعة، وعند بلوغهم سن الثلاثة أشهر، أرسلهم ليعيشوا في حديقة خاصة صممتها خارج المنزل، لتكون بيئة مناسبة لهذه الحيوانات". وتؤكد فاتن أنها واجهت بعض الشراسة من هذه الحيوانات، ولكنها تقول: "الله هو الذي يحمي الإنسان في النهاية، فمن الطبيعي أن يقوم الحيوان بمهاجمة الطرف المقابل إذا أحس بأن خطرا يداهمه، ولهذا علينا دوما أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع هذه الحيوانات." وحول خططها المستقبلية، تقول فاتن: "أتمنى أن أتمكن يوما ما من إنتاج فيلم عن حياتي، وحاليا يعكف الصحفي محمود صلاح، وهو صديق مقرب للعائلة، بتأليف كتاب عن قصة حياتي، أتمنى أن يقرأه الجميع ليستفيدوا من تجاربي مع هذه الحيوانات."