سميرة أحمد، ونجوى إبراهيم، وطاهر أبو زيد. أسماء نجوم ومشاهير قدموا حديثا من عالم الفن والإعلام والكرة إلى عالم السياسة بانضمامهم فى الأسابيع الماضية لحزب الوفد الذى قرر الدفع بهم فى انتخابات الشعب المقبلة. نجوى إبراهيم، كما تقول قيادات حزبية مطلعة على كواليس المشهد الانتخابى للوفد، حسمت أمرها بخوض المعركة الانتخابية بدائرة المعهد الفنى بشبرا على مقعد العمال وهى نفس الدائرة التى يترشح فيها وزير المالية بطرس غالى على مقعد الفئات، أما سميرة أحمد وطاهر أبوزيد فلايزال هناك جدل بشأن الدوائر التى سيترشحان فيها.لكن أيا ما كانت «الدائرة» فإن نفس القيادات تؤكد حرص الحزب على ترشيح هؤلاء على قوائمه، مشيرة إلى أن «هناك شخصيات ومفاجآت أخرى من هذا الوزن سيتم الدفع بها فى اللحظات الأخيرة فى إطار طرح الوفد لنفسه كبديل ثالث ل«الوطنى والإخوان». «الظاهرة ليست جديدة تماما على الساحة الحزبية المصرية، وقد لجأ إليها الحزب الوطنى من قبل بترشيح لاعب الكرة السابق أحمد شوبير على قوائمه. إلا أنها تنمو الآن بدليل تقدم قرابة 12 لاعب كرة على قوائم المجمع الانتخابى للوطنى، ناهيك عن نجوم الوفد»، كما يقول أيمن عبدالوهاب الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام. وقد يحمل هذا النمو معه مواجهات مثيرة بين أبناء المهنة أو النادى الواحد، وقد يختار المجمع الانتخابى للحزب الوطنى لاعب النادى الأهلى السابق مجدى عبدالغنى لمواجهة زميله طاهر أبوزيد الكابتن السابق لنفس النادى ومرشح الوفد المحتمل فى دائرة الساحل.إلى جانب هذه المفارقات تطرح الظاهرة وارتباطها بشكل واضح ربما للمرة الأولى بأحزاب معارضة كالوفد العديد من الأسئلة حول دلالتها والنتائج السلبية والإيجابية التى يمكن أن تسفر عنها. بداية يرصد عبدالوهاب أن لجوء الأحزاب إلى المشاهير مرتبط بحدوث تغيير داخل الحزب ومحاولات لتنشيطه، مثلما حدث فى حزب الوفد الذى شهد حراكا بعد انتخاب السيد البدوى رئيسا له، كما أنه يقر بأن وجودهم يمكن أن يعطى نوعا من الشعبية للحزب الذى يترشحون على قوائمة ويسهم إلى حد ما فى زيادة عضويته. وينظر الخبير بمركز الأهرام للدراسات ارتباط هذه الظاهرة بحزب معارض كالوفد ربما للمرة الأولى على أنها مؤشر إيجابى فهؤلاء النجوم ربما لم يعودوا يخشون من تعرضهم لضرر أو أن تتأثر أعمالهم لمجرد انتمائهم لحزب معارض.ويرى فى المقابل أن الاعتماد على الشخصيات العامة ربما يعكس واقع العملية الانتخابية فى مصر التى تعتمد على اختيار أشخاص وليس برامج أو حتى أحزاب فى بعض الأحيان، بما يعكس ضعف ومعاناة الأحزاب المصرية كمؤسسات للتربية وإعداد الكوادر السياسية. والاعتماد على النجوم بما يمثلونه من مصدر جذب لوسائل الإعلام، فى نظر عبدالوهاب أيضا، يعكس أيضا الدور المتعاظم الذى أصبح يلعبه الإعلام فى العملية الانتخابية، وهو الدور الذى ربما يتفوق أيضا على مضمون البرامج الانتخابية. من زاوية أخرى، تتوسع د.نسرين البغدادى، رئيس قسم الاتصال الجماهيرى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، فى رصد العديد من المحاذير التى يجب أن تلتفت إليها الأحزاب هنا، قائلة: «قبل أن يقدم أى حزب نائبا للشعب يجب أن يدرس أولا مزاج المجتمع واحتياجاته وأولوياته، ويرى ما إذا كان مؤهلا أم لا، وهل هو منفصل عن المجتمع أم يعبر عن قضاياه». وبعيدا عن الحديث عن شخصيات بعينها تطرح بغدادى من حيث المبدأ عددا من النقاط التى يجب أن تضعها الأحزاب فى الاعتبار عند الاختيار، قائلة «إذا لم يكن النجم ذا مصداقية فمهما حدث لن يستطيع أن يحظى بتأييد الجماهير، وأحد عوامل المصداقية هنا أن يكون اهتمامه بالسياسة توجه أصيل وليس مجرد فكرة طارئة أو بهدف الشهرة، وألا يظهر مع الجماهير فقط وقت احتياجه إلى أصواتهم». ويشير أنصار فكرة ترشيح المشاهير على قوائم الوفد على سبيل المثال «أن الأسماء التى سيدفع بها الوفد تحب الحزب وتاريخه منذ زمن، وبعضهم ينحدر من عائلات وفدية أو يمت لها بصلة قرابة كما هو الحال مع طاهر أبوزيد الذى توجد صلة قرابة بينه وبين النائب الوفدى الراحل ممتاز نصار أحد أبرز نواب البرلمان فى تاريخه، كما أن لهم أدوارا وأهدافا اجتماعية تبدو من خلال ما يقدمونه من دراما هادفة». وهو ما أكدته أيضا الفنانة سميرة أحمد،التى قالت ل«الشروق» «كنت أفكر فى الترشح للبرلمان لأنى كنت عايزة أعمل أى حاجة لصالح البلد والمرأة»، وأن قبولها بالترشح على قوائم الوفد جاء لأنهم «ماشيين فى صالح البلد».على أى حال يعود أيمن عبدالوهاب ويؤكد بشكل عام أنه مثلما أن هناك جوانب ودلالات سلبية لوجود المشاهير على قوائم الأحزاب فإن هناك جوانب إيجابية لاسيما عند ارتباطها بأحزاب معارضة، ويشير إلى ضرورة العمل على زيادة الإيجابيات وتقليل السلبيات. وأحد الشروط الرئيسية التى يطرحها هنا إلى جانب ما سبق وطرحته بغدادى أن تخرج الظاهرة من «إطارها الشخصى» ويتم توظيف هؤلاء «النجوم» للتخديم على البرامج والأفكار التى تدعو إليها هذه الأحزاب لتصب فى النهاية فى صالح دعم الحياة الحزبية والنيابية والديمقراطية.