أمس الأول الخميس صدر حكم فى الهند من تلك التى يمكن وصفها بالأحكام التاريخية، وسوف يتأثر بها المسلمون فى كل مكان بطريق مباشر أو غير مباشر. الحكم أصدرته محكمة أحمد آباد العليا فى ولاية أوتار براديش بأغلبية صوتين إلى صوت واحد ويقضى بتقسيم مسجد بابرى الأثرى إلى ثلاثة أقسام: ثلث للمسلمين ممثلين فى مجلس الوقف السنى وثلثان للهندوس ممثلين فى «نيرموهى اكهارا» وجماعة «رام لالا». المسجد بناه مؤسس الإمبراطورية المغولية فى شبه القارة الهندية أبوبكر عمر والمعروف أيضا باسم ظهير الدين بابر عام 1528. ويعتقد الهندوس أن المسجد المبنى على هضبة راما كوت فى بلدة أيوديا، قد بنى على أنقاض المعبد الذى ولد فيه معبودهم الإله راما وكذلك جلوسه على العرش. فى 6 ديسمبر عام 1992 قام 15 ألف هندوسى بالهجوم على المسجد وهدموه، ما ادى إلى اندلاع أعمال عنف اسفرت عن مقتل أكثر من ألفى شخص، وتشكلت لجنة تحقيق سميت بلجنة ليبرهان وعقدت أكثر من 4 آلاف جلسة كان آخرها عام 2005، وفى يونيه 2007 تسرب أن قادة حزب بهاراتيا جاناتا وعلى رأسهم رئيسه آتال بيهارى فاجابايى الذى صار رئيسا للحكومة عام 1998، وكى ال ادفانى كانوا متورطين فى التحريض على هدم المسجد. هل تذكركم هذه القصة بشىء؟!. هى لا تختلف كثيرا مع فارق الأسماء والأماكن والمكانة عما حدث ويحدث مع المسجد الأقصى. ومثل الأسطورة اليهودية بشأن هيكل سليمان والمسجد الأقصى. ومثلما فشل الأثريون الإسرائيليون واليهود فى إثبات صحة مزاعمهم على الأرض فإن الأثريين الهندوس فشلوا هم أيضا، بل إن الدراسات المحايدة أثبتت أن المسجد قد بنى على أنقاض مسجد آخر. وأكثر ما يخشاه المرء أن يشكل الحكم سابقة قد تقتدى بها الحكومة اليمينية المتطرفة فى إسرائيل التى لا تألوا جهدا فى محاولة هدم الأقصى بحثا عن هيكل سليمان المزعوم، وبعد أن تهدمه قد تشكل لجنة تحقيق تستمر 15 عاما مثلما حدث فى الهند، ثم يستمر الأمر الواقع كما هو على الأرض اعتمادا على قهر الاحتلال وغياب التأثيروالضغط الاسلامى الذى لو كان متوافرا لربما اقنع الهنود من البداية بعدم هدم المسجد. لا أدعو المسلمين فى الهند إلى الثورة، بل التعايش مع بقية مواطنيهم والتسلح بالعقل والقانون لاسترداد المكان وإعادة بناء المسجد، لكن ندعو كل المسلمين للتسلح بكل شىء من العقل إلى السلاح لاسترداد المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين من عدو باطش لا يرتدع إلا بالقوة.