ملأنى الفضول والحماس بعد إطلاق أول بوابة رسمية لمدينة مصرية على الإنترنت أخيرا باسم مدينة الأقصر (luxoregypt.org)، والتى يفترض أنها بوابة معلوماتية على الإنترنت تساعد كل زوار الأقصر من مصريين وعرب وأجانب على التخطيط لزيارة ثرية فى هذه المدينة العظيمة التى تضم 30% من آثار العالم.. فلطالما رأينا مواقع على الإنترنت غير مصرية وبلغات غير العربية عن الأقصر وغيرها من مدن وآثار مصر، تعرض آثارنا وتاريخنا بحرفية وإبهار كنا الأولى بتقديمه منذ زمن بدلا من تلك المواقع المتواضعة التى تطلقها الحكومة باسم مصر منذ زمن مثل موقع touregypt.net الغنى جدا فى محتواه والفقير جدا فى شكله وبنائه. ولما جاء الفرج أخيرا، كان مهما زيارة الموقع الجديد لتفقد كيف صنعنا موقعا على الإنترنت لأهم مدينة أثرية فى مصر والعالم.. النشرة الرسمية عن الموقع واعدة جدا، حيث تصف الموقع بأنه يستخدم (أحدث) التقنيات لتزويد الزائرين بمعلومات وخدمات تفاعلية عن أنشطة ومعالم المدينة، والأماكن الترفيهية والجولات السياحية ووسائل المواصلات والأسواق ووكالات السفر، والمستشفيات، والبنوك، وماكينات الصراف الآلى (ATM)، وأرقام الطوارئ، وغيرها. وأنه باستطاعة السياح عن طريق الموقع التخطيط لرحلاتهم إلى الأقصر أو نشر مغامراتهم فى المدينة أو الاطلاع على تجارب الآخرين، واستعراض مجموعات الصور والفيديو الموجودة به.. امتلأت حماسا بعد قراءة هذا الوصف، ولكنه حماس ما لبث أن تلاشى بعد زيارة الموقع لأكتشف أننا لم نصنع غير (موقع حكومى) آخر، شكله أفضل من سابقيه ولكنه لا يحمل فعلا كل الخدمات والمعلومات التى قيل إنه يحملها، وإن كان يصلح لحملها بشىء من الاهتمام والحرفية فى صنع موقع بهذه الأهمية، وعدم ادعاء أشياء غير موجودة للأسف. لم أجد أى شىء يقول إن الموقع فى نسخته التجريبية Beta Version كما يحدث فى كثير من المواقع الجديدة لتبرير كل هذا القصور فى محتواه وتفاصيله، وإن افترضنا هذا فالمعلومات الموجودة بالموقع لا تليق حتى بنسخة تجريبية.. بداية لن تجد نسخة عربية من الموقع، على الرغم من وجود رابط يحمل اسم «عربى» لكنه لا يذهب إلى أى مكان! مع أن الموقع للمصريين والعرب والأجانب، فموقع مثل هذا كان يصح أن يكون بثلاث أو أربع لغات على الأقل منها العربية، والآن أنت مضطر لاختبار معلوماتك فى اللغة الإنجليزية للإطلاع على الموقع.. المادة التاريخية ونسبة كبيرة من الصور الموجودة بالموقع مأخوذة كما هى من مجموعة كتب صادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة دون غيرها ولا أعرف لماذا، على الرغم من وفرة المراجع والمتخصصين فى البلد، وجاءت المادة عموما مطولة وغير عملية، لتشعر أنها وضعت هكذا دون إعداد أو تنقيح. كما تفتقد ما يفيد السائح العادى فى رحلته مثل أسعار التذاكر والعناوين التفصيلية والنصائح العملية وغيرها، ومال السائح مثلا واسم السيد اللواء رئيس المدينة أو التاريخ الإدراى لها فى قسم (الأقصر اليوم)، هل هذا حقا ما يحتاج السائح لمعرفته لزيارة الأقصر؟! ملفات الفيديو القليلة لا تعمل، ومعظم الصور ممسوحة ضوئيا scanned بشكل ردىء جدا وتعرض الآثار بصورة مشوهة وغير واضحة. أما الخرائط بالموقع فغير عملية بالمرة، حيث تفتقد للدقة فى الشكل أو فى بيانات الشوارع لتكون مفيدة فعلا للزائر، فالخرائط على الإنترنت ليست اختراعا جديدا وملايين الناس فى العالم يستخدمون يوميا خرائط جوجل أو ويكيمابيا wikimapia ذات الدقة العالية. خدمة حجز الفنادق بالموقع لا تعمل على قلة عدد الفنادق المدرجة به، وأحدث خبر فى قسم أخبار المدينة نشر فى نوفمبر 2008، وأقسام كاملة لا تزال تحت الإنشاء. ولماذا يتكلف زائر الموقع عناء تسجيل حساب ويا ليته يعمل لتسلم نشرة دورية من الموقع أو إرسال بطاقة بريدية e-card. كما تجد بعض الأشياء الكوميدية مثل إحالة الزائر الأجنبى إلى صفحة سكك حديد مصر باللغة العربية لحجز تذاكر القطارات أو لمواقع غير موجودة أصلا مثل موقع أوتوبيس السوبر جيت وغيرها الكثير من الأشياء الغريبة فى موقع رسمى عن أهم مدينة أثرية فى العالم. أظن أن النوايا وراء الموقع طيبة كالعادة، وأن التمويل لم يكن مشكلة بالطبع، كما أن شركة «لينك ديف» المنفذة للموقع هى من أكبر الشركات فى هذا المجال ليس فى مصر فحسب بل فى المنطقة كلها. ولقد شبعنا نوايا طيبة، فما المبرر لهذا المستوى المتواضع لموقع عن مدينة يحلم بزيارتها ملايين الناس، خصوصا فى المحتوى الذى هو أساس أى موقع محترم، مع وجود العشرات من المواقع غير المصرية الرائعة فى شكلها ومحتواها، والتى يجنى أصحابها أرباحا طائلة من ورائها. المواقع مثل بوابة الأقصر الحكومية تعطى فكرة سلبية للسائح عن البلد ومستواه قبل الزيارة على عكس المرجو منها، وتجعل فكرة أن المواقع الحكومية المصرية فى معظمها مواقع للدعاية والاستهلاك المحلى فكرة وجيهة، وأننا للأسف لم نصل بعد لمستوى أن نعنى ما نفعله وأن نأخذ سمعة وصورة بلدنا على محمل الجد، على الرغم من أنه لا ينقصنا شىء لفعل هذا، ونحن ننفق الملايين سنويا للترويج للسياحة فى مصر بشتى السبل، فلم نفسد الطبخة بسبب جرامات من الملح؟! زوروا الموقع بأنفسكم واحكموا عليه، ولا تنسوا أيضا أن تزوروا هذه القائمة من المواقع غير المصرية عن الأقصر، والموجودة على الإنترنت منذ سنوات، ودعونا لا نتسامح مجددا مع هذا التقصير فى كل ما يخص صورة مصر، فنحن أولى الناس بتقديم بلدنا إلى العالم ولوم من يستسهلون هكذا مهم على الرغم من توافر الإمكانات وفرص النجاح الأكيدة. روابط مفيدة: موقع بوابة مدينة الأقصر: www.luxoregypt.org مواقع غير مصرية عن الأقصر: wikitravel.org/en/Luxor www.sacred-destinations.com/egypt/luxor.htm www.pbs.org/wgbh/nova/egypt/explore www.thebanmappingproject.com www.world-heritage-tour.org/africa/north-africa/egypt/luxor/map.html www.luxortraveltips.com